صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/137

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢١

أمام الرهبان فطردوك من الدير في هذه الليلة المخفية التي تعلم الإنسان أن يكون رؤوفًا ورفوقًا حتى بأعدائه؟

فقال الشاب «في هذا المساء عندما تعاظم هول العاصفة وابتدأت العناصر تتحارب في الفضاء جلست منفردًا عن الرهبان المستدفئين حول النار والمشغولين بسرد الحوادث والحكايات المضحكة وفتحت الإنجيل متأملًا بتلك الأقوال التي تستميل النفس وتنسيها غضب الطبيعة وقساوة العناصر، ولما رآني الرهبان بعيدًا عنهم اتخذوا انفرادي سببًا للسخرية بي، فجاء بعضهم ووقفوا بقربي وأخذوا يتغامزون ويضحكون ويشيرون نحوي مستهزئين، فلم أحفل بهم بل أطبقت الكتاب وبقيت ناظرًا من النافذة، فتململوا لذاك غيظًا ونظروا إليَّ شزرًا لأن سكوتي قد أيبس عواطفهم ثم قال أحدهم ساخرًا (ماذا تقرأ أيها المصلح العظيم) فلم أرفع عيني نحو المتكلم بل فتحت الإنجيل وقرأت منه بصوت عالٍ هذه الآية (وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا أولاد