صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٨

فكيف يطلب منك رئيس دير قزحيا أن تسلم حياتك إلى العواصف والثلوج؟)

فأجاب الشاب «إن الرجل لا يصير راهبًا في عرف رئيسه إلا إذا كان مثل آلة عمياء خرساء فاقدة الحس والقوة، أما أنا فقد خرجت من الدير لأنني لست آلة عمياء بل إنسانًا يرى ويسمع».

فأحدقت به راحيل ومريم كأنهما قد رأتا في وجهه سرًّا خفيًّا يريد كتمانه، وبعد هنيهة قالت الوالدة مستغربة «أيخرج الإنسان الذي يرى ويسمع في مثل هذه الليلة التي تعمي العيون وتصم الآذان؟»

فتنهد الشاب وأحنى رأسه على صدره وقال بصوت عميق: «خرجت مطرودًا من الدير»

فقالت راحيل بدهشة: «مطرودًا؟!»