صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠٧

فسكتت راحيل مفكرة بمعنى كلماته ثم قالت بشيء من التردُّد.ولكن في الدير غرف عديدة رحبة، وخزائن طافحة بالذهب والفضة، وأقبية مملوءة بالغلة والخمور، وزرائب غاصَّة بالعجول والكبوش المسمنة، فأي أمر جعلك تترك جميع هذه الأشياء وتخرج في مثل هذه الليلة؟»

فقال الشاب متنهدًا. قد تركت جميع هذه الأشياء وخرجت كرهًا من الدير.

فقالت راحيل(إن الراهب في الدير نظير الجندي في ساحة الحرب يزجره رئيسه فينحني صامتًا ويأمره فيطيع مسرعًا، وقد سمعت بأن الرجل لا يصير راهبًا إلا إذا نزع عنه الإرادة والفكر والميل وكل ما يختص بالنفس، ولكن الرئيس الصالح لا يطلب من مروءُوسيه فوق طاقتهم