صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٩

الصلاة أشباح التعزية إلى كبد الفقير الحزين.

انتصف الليل والمرأتان جالستان تسمعان ولولة الأرياح خارجًا ومن وقت إلى آخر كانت الصبية تقف وتفتح الكوة الصغيرة وتنظر نحو الفضاء المظلم ثم تعود إلى مكانها مضطربة مرتعبة من غضب العناصر.

في تلك الدقيقة تَحَرَّكَتِ الصبية فجأة كأنها استيقظت من سبات نوم عميق والتفتت بوجل نحو أمها وقالت بسرعة «هل سمعتِ يا أماه، هل سمعت صوت صارخ مستغيث»

فرفعت الوالدة رأسها وأصغت هنيهة ثم أجابت: «لا لم أسمع سوى عويل الأرياح يا ابنتي»

فقالت الصبية «أنا قد سمعت صوتًا أعمق من هزيم الريح وأمرَّ من عويل العاصفة»