صفحة:الأدب الكبير.pdf/51

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٤٣ –

إذا أصبتَ الجاهَ والخاصة عند السلطان، فلا يُحْدِثنَّ لك ذلك تغيُّرًا على أحد من أهله وأعوانه، ولا استغناء عنهم؛ فإنك لا تدري متى تَرى أدنَى جفوة أو تغيُّر فتذِلَّ لهم فيها.

وفي تلوُّن الحال عند ذلك من العار ما فيه.

لِيكنْ مما تُحْكِمُ من أمرك ألَّا تسارَّ أحدًا من الناس ولا تهمِسَ إليه بشيء تُخفيه على السلطان أو تُعلنُه. فإنَّ السِّرَار١ مما يُخيِّل إلى كل من رآه من ذي سلطان أو غيره أنه المرادُ به. فيكون ذلك في نفسه حَسِيكة٢ ووغرًا٣ وثُقْلًا.


  1. أي المسارة بتشديد الراء وهي أن يكلم الرجل صاحبه في أذنه.
  2. الحسيفة العداوة. وفي ش: وع: "الحيكة" وفسرها الأمير شكيب بالحقد والعداوة وهي جيدة أيضًا.
  3. الوغر: الحقد والضغن والعداوة والضغن والعداوة والتوقد من الغيظ ومنه قولهم: وغر صدره وأوغر صدره.