صفحة:الأدب الكبير.pdf/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٤٠ –

وتُعلِنُ. ثم رَوِّحْ عن قلبك حتَّى كأنك لا عدوَّ لك ولا حاسد.

وإنْ ذكَرَك ذاكرٌ عند السلطان بسوءٍ في وجهك أو في غَيْبَتِك، فلا يَرَينَّ السلطان ولا غيرُهُ منك اختلاطًا لذلك ولا اغتياظًا ولا ضجرًا؛ ولا يَقَعَنَّ ذلك في نفسك موقع ما يُكْرِثك١. فإنه إنْ وقع منك ذلك الموْقِعَ، أدخل عليك أمورًا مشتبهة بالرِّيبة، مُذكِّرة لما قال فيك العائبُ. وإنْ اضطرَّك الأمرُ في ذلك إلى الجواب، فإيَّاك وجوابَ الغَضَب والانتقام! وعليك بجواب الحُجَّة في حِلمٍ ووقار!

ولا تَشُكَّنَّ في أنَّ الغَلَبَةَ والقوَّةَ للحليم أبدًا.


  1. کرثه الغم يكرثه "بكسر الراء وبضمها" اشتد عليه كا كرثه.