صفحة:الأدب الكبير.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣۸ –

قلبك. فَمَحَق١ ذلك حسناتِك الماضية، وأشرف بك على الهلاك، وصرت تعرف أمرَك مستدبرًا، وتلتمِس مرضاة سلطانك مستصعِبًا. ولو شئتَ، كنتَ تركتَه — بإذن الله — راضيًا. وازددتَ من رضاه دُنُوًّا.

بَابُ

اعلم أنَّ أكثر الناس عدوًّا جاهدًا٢ حاضرًا جريئًا واشيًا وزيرُ السلطان ذو المكانة عنده. لأنه منفوسٌ٣ عليه مكانُه بما يُنْفسُ٤ على صاحب السلطان، ومحسودٌ كما يُحْسد. غير


  1. أي أبطل الحسنات الماضية ومحاها وفي ش : محا.
  2. أي مجدا ومجتهدا في العداوة. ومنه من باب المبالغة قولهم "جهد جاهد".
  3. أي يتنافسون للحصول على مكانته. والشيء المنفوس هو الذي تكثر الرغبة فيه.
  4. أي لا يراه المنافسون آهلا له وجديراً به.