صفحة:الأدب الكبير.pdf/133

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٢٥ –

بَابُ

واعلمْ أنَّ بعضَ شدَّةِ الحَذَرِ عَوْنُ عليك لِمَا تَحْذَرُ، وأَنَّ بعضَ شدَّة الاتِّقاء مِمَّا يدعو إليك ما تَتقي.

بَابُ

إن رأيتَ نفسك تصاغَرَت إليها الدنيا، أو دعتْكَ إلى الزهادة فيها على حال تعذُّر من الدنيا عليك، فلا يغرَّنَّكَ ذلك من نفسك على تلك الحال. فإنها ليست بزهادة ولكنَّها ضجرٌ واستخذاء١ وتعيير نفس٢ عليك عند ما أعجزك من الدنيا وغضبٌ منك عليها لِمَا الْتَوى عليك منها. ولو تَمَّمْتَ على رفضها


  1. الاستكانة والخضوع.
  2. في ش ع: وتغيُّر نفس.