صفحة:الأدب الكبير.pdf/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٢٢ –

اعلم أنَّ المستشار ليس بكفيل، وأنَّ الرأي ليس بمضمونٍ. بل الرأيُ كلُّه غَرَرٌ١. لأن أمور الدنيا ليس شيءٌ منها بثقةٍ، ولأنه ليس من أمرها شيءٌ يدركه الحازم إلَّا وقد يُدركه العاجز. بل ربما أعيى الحَزَمَةَ ما أمكَنَ العَجَزَةَ. فإذا أشار عليك صاحبُك برأيٍ، ثم لم تجد عاقبتَه على ما كنتَ تأمُلُ، فلا تجعلْ ذلك عليه دَيْنًا ولا تُلزِمْهُ لَوْمًا وعَذْلًا، بأنْ تقول: أنْتَ فَعلتَ هذا بي، وأنْتَ أمرتني، ولولا أنت لم أفعَلْ، ولا جَرَمَ لا أطيعُك في شيءٍ بعدها. فإن هذا كله ضَجَرٌ ولؤمٌ وخِفَّةٌ.


  1. أي على غير عهدة ولا ثقة. ومنه بيع الغرر مثل يبع السمك في البحر، والطير في الهواء.