صفحة:الأدب الكبير.pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١١٥ –

فانظر فيما رأيتَ أو سمعت: أمَنْ قُتِل في القتال مُقبِلًا أكثرُ، أم من قُتِل مُدبِرًا؛ وانظر أمَنْ يطلب إليك بالإجمال والتكرُّم أحقُّ أنْ تسخُوَ نفسك له بطَلبته أمَّن يطلب إليك بالشَّرَة١ والزيغ٢؟

بَابُ

واعلم أنَّه ليس كلُّ مَن كان لك فيه هوًى، فذَكرَهُ ذاكرٌ بسوءٍ وذكرتَه أنت بخير ينفعه ذلك، بل عسى أنْ يضرَّه.

فلا يستخفنَّك ذِكرُ أحدٍ من صديقك أو عدوك، إلَّا في مواطن دفعٍ أو محاماة. فإنَّ صديقك — إذا وثق بك في مواطن المحاماة — لم يحفِل بما تركتَ مما سوى ذلك، ولم يكن له


  1. فى النسخة السلطانية: "بالشر". والمعنى واحد.
  2. الجور عن الحق.