صفحة:الأدب الكبير.pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

واعلَمْ أنَّك ستُبْلَى من أقوامٍ بسَفَهٍ، وأنَّ سَفهَ السفيه سَيُطْلِعُ له منك حقدًا. فإن عارضته أو كافأْتَه بالسَّفَه فكأنَّك قد رَضِيتَ ما أتى به، فأحببتَ أنْ تحتذيَ على مثاله. فإنْ كان ذلك عندك مذمومًا، فحقِق ذمَّك إيَّاه بترك معارضته. فأمَّا أنْ تذمَّه وتمتثلَه، فليس ذلك لك سَدادٌ.

لا تصاحبنَّ أحدًا (وإنْ استأنستَ به أخًا ذا قرابة أو أخًا ذا مودَّة) ولا والدًا ولا ولدًا إلَّا بمروءة. فإن كثيرًا من أهل المُرُوءة قد تحملهم الاسترسال والبذُّل على أنْ يصحبوا كثيرًا من الخُلَطاء بالإدلال والتهاون والتبذُّل.

ومن فَقَدَ من صاحبه صُحبة المروءة ووقارَها وجلالَها، أحدثَ