صفحة:الأدب الكبير.pdf/111

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٠٣ –

فإنَّه لعله يكون أشدَّهما لك زينةً وأجلبهما إليك للمودة وأبقاهما للمهابة وأنفاهما للحَسَد.

بَابُ

احذر المِرَاء وأغْرِبْهُ١. ولا يمنعنَّك حَذَر المِرَاء من حُسْنِ المناظرة والمجادلة.

واعلمْ أنَّ المماري هو الذي يريد أن يتعلَّم من صاحبه، ولا يرجو أن يتعلم منه صاحبه. فإنْ زعم زاعمٌ أنَّه مُجادلٌ في الباطل عن الحقِّ، فإِنّ المُجَادِلَ وإنْ كان ثابت الحُجَّة حاضرَ البيِّنة حاضر الذهن فإنَّه يخاصم إلى غير قاضٍ، وإنَّما قاضيه الذي لا يعدِلُ بالخُصومة إليه عدلُ صاحبه وعقلُه. فإِنْ آنَسَ أو رجا عند


  1. أي تباعده وأبعده. وفي ش: اعرفه. وعندى أن هذه اللفظه اشتبهت على الناسخ فلم يعرف معناها فصحفها وظن أنه صححها