صفحة:الأدب الكبير.pdf/108

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٠٠ –

أشدُّ تفاضلًا وتفاوتًا مما في رحالهم من النساء١.

ومن العَجَب أنَّ الرجل الذي لا بأْسَ بلُبِّهِ ورأْيه يرى المرأة من بعيد متلفِّفَةً في ثيابها، فيصوِّرُ لها في قلبه الحسنَ والجمالَ حتى تَعْلَقَ بها نفسُه من غير رُؤْية ولا خَبَرِ مُخبِرٍ. ثُمَّ لَعَلَّه يهجِم منها على أقبح القُبْح وأذَمِّ الدَّمامة٢، فلا يعظه ذلك ولا يقطعه عن أمثالها. ولا يزال مشعوفًا بما لم يذُقْ، حتى لو لم يبقَ في الأرض غيرُ امرأةٍ واحدةٍ، لظنَّ أنَّ لها شأنًا غيرَ شأن ما ذاق.


  1. كتب الشنقيطى بخطه على هامش هذا الموضع من نسخته ما نصه:
    وَكُنتَ مَتَى أَرْسَلتَ طَرفَكَ رَائِدًا
    لِقَلْبِكَ يَوْمًا أَتْعَبَتْكَ الْمَنَاظِر
    رَأَيْتَ الذِي لَا كُلُّهُ أنتَ قَادِر
    عَلَيهِ وَلَا عَن بَعْضِهِ أَنتَ صَابِر
  2. كتب الشنقيطي بخطه على هامش هذا الموضع من نسخته ما نصه:
    إِذَا بَارَكَ اللهُ فِي مَلَبَسٍ
    فَلا بَارَكَ اللهُ فِي البُرقُعِ
    يُرِيكَ عُيُونَ المَهَا غرَّةً
    وَتكْشِفُ عَنْ منظر أشتع