صفحة:الأدب الكبير.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٩۸ –

واعلم أنه قلَّما بُدِهَ١ أحد بشيء يعرفه من نفسه — وقد كان يطمع في إِخفائه عن الناس — فيُعَيِّرُه به مُعَيِّرٌ عند السلطان أو غيره، إِلا كاد يشهَد به عليه وجهُهُ وعينُهُ ولسانُهُ للذي يبدو منه عند ذلك، والذي يكون من انكساره وفتُوره عند تلك البديهة.

فاحذرْ هذه وتصنَّع لها، وخُذْ أُهبتك لبغَتَاتها٢، وتقدَّم في أخذ العتاد لنفيها.

بَابُ

اعلمْ أنَّ مِن أوقع٣ الأمور في الدِّين وأنهكها للجسد وأتلفها للمال وأقتلها للعقل وأزراها للمُرُوءة وأسرعها في ذهاب الجلالةِ


  1. بدهه بأمر استقبله به مفاجأة.
  2. جمع بغتة وهي الفجأة.
  3. النسخة السلطانية: أوضع.