صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٨٤-

نحو روح أمه الساكنة في الأبدية، فالصبابة التي كانت تمتلك كليتي قد تحوَّلت إلى كآبة عمياء لا ترى غير نفسها، والولع الذي كان يستدرّ الدموع من عيني قد انقلب وَلَهًا يستقطر الدم من قلبي، وأنَّة الحنين التي كانت تملأ ضلوعي أصبحت صلاة عميقة تقدّمها روحي في السكينة أمام السماء مستمدة السعادة لسلمى والغبطة لبعلها والطمأنينة لوالدها، ولكنْ باطلًا كنت أشفق وأبتهل وأصلي؛ لأن تعاسة سلمى كانت علة في داخل النفس لا يشفيها سوى الموت. أما بعلها فكان من أولئك الرجال الذين يحصلون بغير تعب على كل ما يجعل الحياة هنيئة ولا يقنعون، بل يطمحون دائمًا إلى ما ليس لهم، وهكذا يظلون معذَّبين بمطامعهم إلى نهاية أيامهم. وباطلًا كنت أرجو الطمأنينة لفارس كرامة؛ لأن صهره لم يستلم يد ابنته ويحصل على أموالها حتى نسيه وهجره، بل صار يطلب حتفه توصلًا إلى ما بقي من ثروته.