صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٧٤-

بالكواكب، ومدت يديها إلى الأمام، وكبرت عيناها، وارتجفت شفتاها، وظهر على وجهها المصفر كل ما في نفس المرأة المظلومة من الشكوى والقنوط والألم، ثم صرخت قائلة: ماذا فعلت المرأة يا رب فاستحقّت غضبك؟! ماذا أتت من الذنوب ليتبعها سخطك إلى آخر الدهور؟! هل اقترفت جرمًا لا نهاية لفظاعته ليكون عقابك لها بغير نهاية؟! أنت قوي يا رب وهي ضعيفة، فلماذا تبيدها بالأوجاع؟! أنتَ عظيم وهي تدبّ حول عرشك، فلماذا تسحقها بقدميك؟! أنتَ عاصفة شديدة وهي كالغبار أمام وجهك، فلماذا تذريها على الثلوج؟! أنت جبار وهي بائسة، فلماذا تحاربها؟! أنت بصير عليم وهي تائهة عمياء، فلماذا تهلكها؟! أنت توجدها بالمحبة، فكيف بالمحبة تُفنيها؟! بيمينك ترفعها إليك وبشمالك تدفعها إلى الهاوية، وهي جاهلة لا تدري أنَّى ترفعها وكيف تدفعها؟! في فمها تنفخ نسمة الحياة، وفي قلبها تزرع بذور الموت، على سبل