صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/52

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٤٦-

العقبات واجتزنا المعابر الكائنة بين الشك واليقين مَن منهم يعتقد أن نيسان الذي جمعنا لأول مرة هو الشهر الذي أوقفنا في قدس أقداس الحياة؟»

قالت هذه الكلمات ويدها ما برحت على رأسي المنحني، ولو تخيرت في تلك الدقيقة لما فضلت تيجان الملوك وأكاليل الغار على تلك اليد الحريرية المتلاعبة بشعري. ثم أجبتها قائلًا: إن البشر لا يصدقون حكايتنا لأنهم لا يعلمون بأن المحبة هي الزهرة الوحيدة التي تنبت وتنمو بغير معاونة الفصول، ولكن هل هو نيسان الذي جمعنا لأول مرة؟ وهل هي هذه الساعة التي أوقفتنا في قدس أقداس الحياة؟ أما جمعت روحينا قبضةُ الله قبل أن تصيِّرنا الولادة أسيري الأيام والليالي؟ إن حياة الإنسان يا سلمى لا تبتدئ في الرحم، كما أنها لا تنتهي أمام القبر، وهذا الفضاء الواسع المملوء بأشعة القمر والكواكب لا يخلو من الأرواح المتعانقة بالمحبة والنفوس