صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/19

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٣-

مع جداول اليهودية بأناشيد سليمان الخالدة، مرددة مع أَرْز لبنان تذكارات المجد القديم.

وبيروت في الربيع أجمل منها في ما بقي من الفصول؛ لأنها تخلو فيه من أوحال الشتاء وغبار الصيف، وتصبح بين أمطار الأول وحرارة الثاني كصبيَّة حسناء قد اغتسلت بمياه الغدير ثم جلست على ضفته تجفف جسدها بأشعة الشمس.

ففي يوم من تلك الأيام المفعمة بأنفاس نيسان المُسْكِرة وابتساماته المحيية، ذهبت لزيارة صديق يسكن بيتًا بعيدًا عن ضجة الاجتماع، وبينما نحن نتحدث راسمين بالكلام خطوط آمالنا وأمانينا دخل علينا شيخ جليل في الخامسة والستين من عمره، تدل ملابسه البسيطة وملامحه المتجعدة على الهيبة والوقار، فوقفت احترامًا، وقبيل أن أصافحه مسلمًا تقدم صديقي وقال: حضرته فارس أفندي كرامة، ثم لفظ اسمي مشفوعًا بكلمة ثناء، فحدّق إليّ الشيخ هنيهة لامسًا