صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/185

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

140 و يتجلى ما لتنين بعض الوسطاء للحضور ومنهم العلماء التأثير الكبير عطالعة تقرير معهد العلوم النفسية في باريس الباحث عن الوسيطة ( أوزابيا ) ، واليك المثال الآتي الذي تنقله منه : « رجت الوسيطة ( اوزابيا ) الموسيو ( دارسونقال ) أن يرفع الخوان المستدير فرفعه بسهولة ثم منعته من الرفع فلم يقدر على زحزحته ثم وضمت يدها على الخوان فرفعه بدون صعوبة ، ثم قالت للخوان كن خفيفا فرفعه على وجه أسهل من ذي قبل تثبت هذه التجربة تأثير بعض الوسطاء في الناس بواسطة التلقين ، ، ومع ذلك سألت مستغربا عن تسليم ذلك العضو في المجمع العلمي بأن أحد الناس قد يكون ذا قدرة خارقة يستطيع أن يغير بها وزن الأجسام تغييراً متفاوتا إلى الغاية من دون أن يخطر بباله أن يحقق الأمر بالميزان ، نعم حاول معهد العلوم النفسية أن يعيد تجار به مرة أخرى ، إلا أنه أجراها في أحوال اعترف بأنها لا تنشىء طمأنينة في النفس ، فمثل تلك الحادثة يقتضى تكريرها ألف مرة لا مرة واحدة . ويحتمل أن الوهم قد استحوذ على الموسيو ( دارسونقال ) عند ما تصور بتأثير تلقين ( اوزابيا ) أنه حقق تغيير وزن الشيء الواحد كما استحوذ عليه وقتها توهم وجود أشعة ( 1 ) فالقى عنها محاضرة حماسية قال فيها بصحة جميع حوادثها المزعومة ، فالسهولة التي لقن بها جميع علماء الطبيعة الفرنسوبين فيما يتعلق بتلك الأشعة هي من الأدلة البارزة التي يستدل بها على عظم شأن التلقين في تكوين المعتقدات - تحول الارواح الفردية الى روح جامعة . ا إن مبحث تكوين روح الجموع هو أحد مباحث علم النفس الغامضة التي يجب الإكتفاء إزاءها بالملاحظة والمشاهدة ، وما يمكننا أن نقوله في ذلك هو أن الجموع ذات وحدة في المشاعر لا في الذكاء ، وما في المشاعر من الاستعداد للانتقال بالعدوى يوضح لنا السبب في كون الناس عند ما يجتمعون يكتسبون ما تتصف به الجماعة من صفات وأخلاق أي تتكون في الاجتماع المذكور روح جامعة على الفور فيظهر فيه زعيم ومسوسون .