صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/173

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۷۲۳ -

المعروفين أن تلك الوسيطة أتت بأمور مماثلة لما ذكرنا ، ومنها « خروج امرأة بين ذراعيها طفلاً ذا شعر قصير » وعند ما سئلت الوسيطة المذكورة من تلك المرأة أجابت « أنها أم مدام افيليتو وأن الطفل حفيدها » ، ومما ذكره ذانك العالمان أن بهو الاجتماع كان آند منو را بغاز كثيف ، وقد قصدا بذلك أن يبينا أن النور لا يمنع الأشباح من الظهور كما يزعم مستخدمو الأرواح ، وعندي أن الأشباح تظهر في كل حال إذا كان الحضور مشبعين من ايمان شديد ، أقول ذلك وأنا أعتقد الوسطاء أن الظلام اليهيم أنفع من النور في نمو المعتقد وانتشاره .

لقد اختلفت نتائج التجارب التي قامت بها الوسيطة ( اوزابيا ) باختلاف البلدان والمشاهدين ، فكانت هذه النتائج في ايطاليا خارقة لاعادة ولم يأت السحرة الذين جاء ذكرهم في الأساطير بمعجزات أعظم منها ، وقد تجلى نجاحها في فرنسا بحسب البيئات ومزاج الحاضرين النفسي ، فكان باهراً في مجالس العوام وضعيفاً في محافل العلماء ، وأما في انكلترا فلم تؤد تلك التجارب الى نتيجة ، ذلك لأن اللجنة التي عينت افحص الحوادث المذكورة حكمت بأنها قائمة على التدليس .

الموسيو ( دارسونفال ) في حديث تناقلته الصحف أنه يعتبر حوادث صبح تجسيم الأرواح جميعها تدليسا وشعوذة ، وبين معهد العلوم النفسية أن حوادث تجسيم الأرواح التي فحصها لم تكن خالية من شائبة الغش والحيلة ، وقد توصل الموسيو ( داستر ) العضو في المجمع العلمي واستاذ علم وظائف الأعضاء في كلية( الصور بون) الى مثل هذه النتيجة ، إذ اختبرت معه في بيتى الوسيطة التي جربها معهد العلوم النفسية ، فرأينا في وسط النهار يداً تخرج من رأسها مرات عديدة ، ولكن لمـا راقبنا كتفيها بجهازي الذي اعددته لتتبع جميع الحركات ثبت لدينا أن تلك اليد هي بالحقيقة يد الوسيطة الطبيعية ، وحينما تنبأت ( أوزابيا ) بأنها صارت محلا للشبهة والإرتياب انقطع ظهور اليد المذكورة انقطاعا تاما .

إن نتائج هذا الفصل هي من الوضوح بحيث لا نحتاج الى تفصيل ، فالموقن يبقى موقنا والمرتاب يظل مرتابا . ولا شأن للعقل في ميدان الايمان .