صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/164

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۹۶ - سنة وحمل ( الفونس دوده ) على هجو ذلك المجمع في رواية سماها « الخائد » ، فقد نشر هذا المجمع مئات من الرسائل التي نسبها احد المزورين القصيري الباع في الادب الى باسكال وغليله وكاسيني وغيرهم، وحازت القبول مع ما فيها من الأغلاط الكثيرة والسقطات الكبيرة نظراً لنفوذ المؤلفين المنسوبة اليهم ونفوذ المهندس العالم الذي عرضت بواسطته ،ولم يشك أعضاء المجمع حتى سكرتيره في صحتها وظلوا على ذلك حتى اعترف لهم المزور بأنه هو الذي لفتها ، وحينئذ زال النفوذ وأعلنوا أن اسلوب الرسائل ركيك جدا بعد أن عدوه من افصح الأساليب وقالوا إنه خليق بأولئك المؤلفين . قد يقال إنه يصعب على أولئك الاعضاء أن يحققوا أمراً ليسوا متخصصين به فحكموا حسبا لزميلهم من التأثير والنفوذ ، نجيب ذلك بأن نبين أن أعضاء المجمع العلمي المتخصصين قد انخدعوا فيه أيضا، ثم إن الاعتراض المذكور يزول عند البحث في حوادث جديدة أخرى ضل فيها رجال متخصصون دون غيرهم . ومن أوهام النفوذ والعدوى ما فصله منذ خمس عشرة سنة الموسيو ( بيكريل ) - أحد مشاهير علماء الطبيعة واستاذ الحكمة الطبيعية في مدرسة (البوليتكنيك ) -- في مجمع العلوم قال : - « « لقد ثبت من تكرار التجارب الدقيقة أنه يصدر عن معدن الأورانيوم اشعة تستطيع أن تزيغ وتنحرف وتنعكس كأشعة الاجسام الفوسفورية» وعلى رغم ما أبداه احـد علماء الطبيعة في فرنسا – المعروف عند قراء هذا الكتاب الأدلة المخالفة أصر ذلك العالم المشهور على رأيه مدة ثلاث سنوات وشاطره خطأه في أثناء ذلك جميع علماء أوروبا ، وما اعترف العلماء بخطاهم الا بعد ان أثبت احد علماء اميركا ـ الذين لم يؤثر فيهم باطل العالم المذكور لبعد الشقة بين البلادين - أن تلك الأشعة لا تنحرف ولا تنعكس وأنها شيء غير الضياء ، فلو بحثنا عن أسباب ذلك الخطا الذي ران على العلماء ثلاث سنين لرأينا أنها نفسية بحتة . وتاريخ اشعة ( 7 ) التي المعنا اليها آنفا بارز" ، يتجلى فيه شأن النفوذ والتلقين والعدوى النفسية ، وليست حكاية هذه الاشعة كحكاية الأمثلة السابقة التي سلم بها -