صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/160

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الضيقة يعتقد أنه رسول" أوحى اليه أن يثبت دعائم الفضيلة وأن يذبح أعداءها غير راحم ، وكان يذكر في خطبه اسم رب السماوات ، وقد ما ثلت محاكم الثورة المذكورة ا محكمة التفتيش بحقدها على من ليسوا على دين أعضائها وبإبادتها لهم شر إبادة . أطنبت في بعض كتبي السابقة في بيان تطور الاشتراكية على شكل دينى ، ولذلك لا أطيل البحث عن هذا التطور هنا ، فالاشتراكية لو كان لها إله معين يعبده الناس لتم لها النصر بسرعة ، وقد إطلع رسالها على تلك الضرورة بغريزتهم ، ولكن لما لم يجرؤوا على مطالبة الشعب بعبادة (كارل ماركس ) اليهودي الذي هو حبرها النظري ولوا وجوههم نحو إلاهة العقل ، وقد نقلت في كتابي المسمى روح السياسة فقرة من جريدة (الاومانيته) الاشتراكية دلتنا على أن الاستاذ الشاب في (الصوربون) قرأ في حفلة افتتاح احدى المدراس الاشتراكية موعظة دينية مخاطبا فيها إلاهة العقل. لم تستهو الآلهة المجردة قلب الجموع قط ،ولذلك تفتقر الاشتراكية ذات المبادىء والتعاليم الى رب تدعو الناس الى عبادته ، وليس عليها أن تنتظر كثيراً ليتمثل لها هذا الرب ، إذ الآلهة هي بنت الحاجة . وما في الاشتراكية من قوة بشتق على الخصوص من كونها وارثة لتعاليم المسيحية ، فقد استعارت مبادىء الاشتراكية من الساف النصراني التعطش الى المساواة وحب الغير والحقد على الأغنياء ، ولذا أصبحت الكثلكة في بلجيكا حليفة الاشتراكية ، فهي تستحسن فيها اعتصابات العمال علنا وتشجع على تنازع الطبقات . وفي رسل الاشتراكية ما في أنصار النصرانية السابقين من توقد الروح ، لا أشير بذلك الى الرسائل والمقالات التي ينشرها عوام الاشتراكيين فقط بل أشير أيضا الى من نالوا من العلم قسطا وافراً ، وقد أتيح لي أن أنقل في كتابي الأخير نبذا من هذا النوع ديجها يراع استاذ في مدرسة فرنسا (كوليج دوفرانس ) اعتنق الاشتراكية راغبا في القضاء على الآلهة الباطلة ، وبمطالعة تلك النبذ نستدل على أن العالم لا يدخل في دائرة المعتقد أن يفقد اعتداله وصوابه ، ولا فائدة من لومه على ذلك ، فللمعتقد على المرء ، أيا كان ، سلطان قاهر تتعذر مقاومته ، والمعتقدات دائمة كانت أم موقتة هي أكثر العوامل تأثيراً في حياة الشعوب ، والشعب لا يتم حكمه بمبادىء غير