صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/148

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الكفرة على الأقل ، وما بذلوه ويبذلونه من المساعي العظيمة في وضع مؤلفات نما اللاهوت يثبت لنا درجة سيطرة هذه الضرورة . - ۱۲۸ - إنهم عدا ما يذكرونه في كتبهم من المعجزات البينات - يعدون الاجماع العام برهانا ساطعا على صحة دينهم ، ولم يتردد بعض الأفذاذ كبوسويه في انتهاج تلك الطريق، فاما اعتبر هذا الخبر الشهير الآراء الفردية خطرة جديرة بالازدراء قال إن الشعور العام هو على الحق وإن المذهب يكون صحيحا بعد أن يتفق الجمهور على صحته وإن الفرد لا يكون مصيبا وبقية الناس مخطئون ، وما كان خطل هذه البرهنة ليبدو لو لم تثبت مبتكرات العلوم أنها لم تظهر إلا لأن المرء وهو منفرد على حق أكثر من الجموع الحافلة والجماهير الحاشدة . التصادم بين العلم والمعتقد . لقد بينا أن دوائر أنواع المنطق هي من الاختلاف بحيث لا تجاوز إحداها حدود الأخرى فلا تتصادمان ، ومع ذلك فإن هنالك نقطة يظهر أن العلم والمعتقد يتقاتلان من أجلها نظراً لكونها تتعلق بمبدأ أساسي - . 4 لعل أهم ثورة ظهرت في عالم الفكر في الثورة التي أدى اليها العلم باثباته أن الحوادث تصدر عن نواميس مهيمنة لا عن أهواء الآلهة ، إذ بهذه الثورة تبدلت الكيفية التي تنظر بها الى الكون دفعة واحدة ، وهذا الاكتشاف العظيم الشأن الذي الخرج البشر اول مرة من دائرة المعتقد الى دائرة المعرفة لم يتم بعد ، إذ إن كثيراً من الناس يعتقدون أن قوى ما بعد الطبيعة تسير الحادثات وتقدر على تغيير مجراها عند ما يستغاث بها . فيا أن هذا التصور هو وليد الآمال التي لا تموت ابدأ فإن التباين بين العلم والمعتقد سيبقى على هذه النقطة ، ويظهر أن التباين المذكور أبدى ، لان العلم مع لم يترك اثراً للآلهة في البقاع التي ارتادها لا يستطيع أن يثبت للمؤمنين أنه لا شيء في البقاع التي لم يردها بعد ، فمن خلال هذه البقاع غير المطروقة تتراءى اشباح يتخيلها ذور الايمان