صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/146

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومن نتائج اليقين الناشيء عن المعتقد ظهور بضمة مبادى، خلقية قوية هي السبب في حدوث شعور جديد يكون دليلاً على السير ، ومما يدل على ذلك أن الثورة الفرنسوية لم تكد تقع حتى اقترف الذين كانوا في العهد السابق مسالمين أعمالاً دامية خاضعين لحكم اندفاعات أورثهم إياها إيمانهم الجديد ، ومن هؤلاء المندفعين سفاكو شهر ايلول الذين طلبوا أجراً قومياً على ما اجترحوه ومنهم زعماء العصابات الذين خربوا مقاطعة ( ثاندة ) (1) - ۱۲ - ويتضمن اليقين الديني واليقين العاطفي في الانسان احتياجا يدفعه الى حمل الناس عليهما ، فالمرء عند ما يؤانس من نفسه قوة لا يتحمل أن يرى يقينا غير يقينه عند الباقين ، ولا يتأخر ثانية عن اقتراف اشد المظالم والأتيان بافظع المذابح في هـذا السبيل ، حقا لقد خرب أولو اليقين العالم في كل زمان ، ومما يخشى على الأمة أن يقودها هؤلاء وإن كانوا كما قال (ريبو ) يقبضون على زمام تلك الأمة في بعض ادوارها . فليوقن رجل ذو قوة كامبراطور المانيا أنه يقتبس قوته من الله ثم ليتوهم أن الله أمره بشهر الحرب على الملاحدة لنرى كيف يقلب أوربا كما قلبت في الماضي بفعل مثل ذلك اليقين . T ا الأدلة التي يقنع بها المؤمنون المعتقد هو ايمان لا يتطلب لثبات امره أدلة وكثيراً ما لا يتحقق بالادلة ، ولو قام الأيمان على الدليل العقلى وحده لكان عدد المعتقدات التي ظهرت على مر الاجيال قليلة ، وبراهين المؤمنين في الغالب صبيانية بالنسبة الى العقل ، ومع ذلك فليس من خصائص العقل أن يقضى فيها لاشتقاقها من عناصر دينية أو عاطفية لا صلة بينه و بينها. ا


( 1 ) تتجلى نفسية هؤلاء بمطالعة الكتاب الذي أرسله وقتئذ الجندي ( جوليكار )و نشرته حديثاً جريدة الطان في عددها الصادر في ٢٦ تشرين الأول سنة 1910 ، واليك بعض ما جاء فيه : - -:غزو ونخرب مقاطعتی ( دوسيفر ) و ( فانده ) ، وستعمل فيهما الحديد والنار وستحمل البنادق في يد والمشامل في الاخرى وسوف نقتل النساء والرجال بالسيف ، هذا وقد حرقنا حتى الآن سبعة فراسخ فاغتنى بذلك كثير من الجنود » t