صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/100

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٠٠ –

ينسون هذه الحقيقة ، وكذلك التجربة فانها دلت دلالة قاطعة على أن منتجات الحكومة تكلف - لأسباب نفسية صادقة - ثمناً أغلى من من المنتجات الخصوصية ومع هذا يكدح الاشتراكيون كل يوم في اكراه الحكومة على احتكار صنع مصنوعات جديدة.

ولا تؤثر التجارب الا اذا كانت بارزة كما بينت آنفا، وهاك مثالاً جديداً مشهوراً على ذلك : لقد أنبأ علماء النفس وجميع علماء الاقتصاد وجميع اكابر التجار بأن اشتراء خطوط الأويست ( الغرب ) الحديدية وإدارتها من قبل الدولة يكلف ثمنا غاليا ، ولو كان الأمر متعلقا بالثمن لما شعر الجمهور بذلك كثيراً ، غير أن إدارة الدولة لهذه الخطوط أوجبت في بضعة أشهر وقوع نكبات هائلة وزهوق نفوس كثيرة مما جعل الناس يدركون عاقبة تلك التجربة الصارمة ولا يجرؤون على مطالبة الدولة باشتراء خطوط حديدية أخرى.

٢ – صعوبة أدراك العوامل التي هي سبب التجربة

ولا يستدلن القارئ من كون التجارب البارزة كالتجربة التي أشرنا اليها في المطلب السابق تستطيع أن تحول الآراء أنه يسهل إدراك العوامل التي سببت هذه التجارب ، فوزير الاشغال العامة لم يكتشف العلل الخفية لتلك النكبات التي دلت على وجود فوضى بارزة في ادارة الخطوط الحديدية المذكورة ولما اعترف بأن مصدر النكبات هو ما يقع بين القطارات من الاصطدام وأن سبب الاصطدام هو خلل النظام ظن انه قادر على اصلاح الخلل بعزل المدير ولم يتوسل المدير الجديد إلى تقليل النكبات بسوى نقص عدد القطارات وتحديد سرعتها.

وماذا يستطيع المدير أن يصنع إزاء معلولات نشأت عن عال لا تأثير له فيها ؟ يعجز عن منح إدارة الدولة مالا تملكه من قابلية صناعية وعن إيجاد نظام وهمة واحترام للأوامر في موظفين يسوقهم زعماء حراص محرضون.

جاء في جريدة الطان ما يأتي : « كيف نجد مستخدمين صادقين في ادارة خطوط حديدية لم يقترع نواب المديريات على ابتياعها الا ليعينوا فيها من هم تحت