صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٧٩ -

من الصحابة (ولعلهم يريدون الإمام علياً زين العابدين ابن الإمام الحسين عليهما السلام ولم يكن من الصحابة؛ لأنه ولد في خلافة جدّه).

هذا ما سردوه في تواريخهم في بيان أهم الأمانات المباركة، وذكروا أيضاً في كلامهم عَلَى إمارة مكة أَن الشريف أرسل إلى السلطان مع هذه الأمانات بمفاتيح مكة إشارة إلى دخوله في طاعته وتسليمه البلد إليه، ويذكرون في خبر تَولي السلطان مراد بن أحمد الملك سنة ١٠٣٢، وهو المعروف بمراد الرابع، أنهم احتفلوا في اليوم التالي ليوم مبايعته بتقليده السيف فقلدوه سيفين أحدهما سيف نبويّ والآخر سيف السلطان سليم بن بايزيد، وأنه لاث يومئذ عَلَى رأسه عمامة يوسف عليه السلام المجلوبة من مصر من خزانة السلطان الغوري، وكان المعروف أن بين هذه الآثار شعرات نبوية سنفصل الكلام عليها في فصل الشعرات الشريفة.

حكمها: لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل الصحة، غير أنا لم نر أحداً من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي، فالله سبحانه أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب ويتنازعها من الشكوك، ولا سيما فيما نسب للأنبياء نوح والخليل وداود وشعيب ويوسف، صلوات الله وسلامه عليهم مع بعد العهد وتقادم الزمن، وكذلك السبح المنسوبة للخلفاء الأربعة، فإن السبح بهذا الشكل المعروف لم تكن حدثت في ذلك العصر، وإنما كانوا يعدون التسبيح بالأنامل وبالنوى والحصا وعَقْد العُقَد في الخيوط كالخيط الذي كان لأبي هريرة رضي الله عنه، وقد جمع الإمام السيوطي جزءاً في ذلك سماه «المنحة في السبحة»