صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.


القضيب والبردة

أثران نبويان كانا من شارات الخلافة في الدولة العباسية، كما كان الخاتم من الشارات السلطانية في دول المغرب، والمظلة في الدولة الفاطمية على ما يقول «ابن خلدون»1. غير أن الخاتم والمظلة وغيرها من الشارات لم تكن لها قيمة أثرية كالشارة العباسية، ولا سيما في شرف النسبة إلى المقام النبوي الكريم، وإنما كانت آلات محدَثة في تلك الدول، قيمتها فيها كان بها من التحلية والترصيع.

أما القضيب فالمروي في كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له قضيب من شوحط يسمى الممشوق، قيل: وهو الذي كان الخلفاء يتداولونه. قال الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية: «وأما القضيب فهو من تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي صدقة، وقد صار البردة من أشعار الخلافة». وكان الرسم أن يكون بيد الخليفة في المواكب2


  1. المراد هنا بالخاتم حلية الإصبع المعروفة، وكانوا يستجيدون صوغه من الذهب ويرصعونه بفصوص الجواهر واليواقيت ويلبسـه السلطان شارة في عرفهم. أما المظـلة فلم ينفرد بها الفاطميون، بل كان يشاركهم فيها ملوك الدول الأعجمية بالمشرق كبني سلجوق وغيرهم تقليداً لملوك الصين، وإنما اشتهر الفاطميون بمظلتهم لأنها كانت أبدع المظلات وأكثرها زخرفاً وترصيعاً.
  2. كان من آلات المواكب في الخلافة الفاطمية بمصر قضيب سماه صاحب صبح الأعشى بقضيب الملك وقال إنه «عود طوله شبر ونصف ملبس بالذهب المرصع بالدر