قبل تكملته، ووصى أن يكمل من ريع بستان المعشوق فإذا كملت عمارته يوقف عليه، ووصى الفقيه عز الدين بن مسكين فعمر فيه شيئاً يسيراً وأدركه الموت إلى رحمة الله تعالى، وشرع الصاحب ناصر الدين محمد ولد الصاحب تاج الدين في تكملته فعمر فيه شيئا جيداً. انتهى. وإنما قيل له رباط الآثار لأن فيه قطعة خشب وحديد يقال إن ذلك من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراها الصاحب تاج الدين المذكور بمبلغ ستين ألف درهم فضة من بني إبراهيم أهل ينبع، وذكروا أنها لم تزل عندهم موروثة من واحد إلى آخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها إلى هذا الرباط وهي به إلى اليوم يتبرك الناس بها ويعتقدون النفع بها، وأدركنا لهذا الرباط بهجة وللناس فيه اجتماعات ولسكانه عدة منافع ممن يتردد إليه أيام كان ماء النيل تحته دائماً، فلما انحسر الماء من تجاهه1 وحدثت المحن من سنة ست وثماني مائة قل تردد الناس إليه وفيه إلى اليوم بقية، ولما كانت أيام الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد قلاوون قرر فيه درساً للفقهاء الشافعية وجعل له مدرساً وعنده عدة من الطلبة ولهم جار في كل شهر من وقف وقفه عليهم وهو باق أيضاً، وفي أيام الظاهر برقوق وقف قطعة أرض لعمل الجسر المتصل بالرباط، وبهذا الرباط خزانة كتب وهو عامر بأهله». ا.هـ.
وقد رأينا قبل التعرض لما ذكره غيره من الرباط والآثار أن نأتي على ما لابد منه في هذا البحث من التعريف ببانيه فنقول:
- ↑ عاد النيل إليه بعد انحساره وما زال إلى اليوم يجري بجواره، ولكن في مجرى صغير، وحدثت بين هذا المجرى وبين المجرى الكبير جزيرة.