صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

الآثار النبوية في مصر

بمصر آثار نبوية مشهورة محفوظة في حجرة خاصة بالمسجد الحسيني بالقاهرة تقصد بالزيارة في أيام معلومة، ولهذه الآثار الشريفة أخبار تتسلسل في التواريخ، وتنتقل بالباحث من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان، حتى تصل به إلى مستقرها المحفوظة به الآن، وأول ما عرف عنها أنها كانت عند بنى إبراهيم ينبع، واستفاض أنها بقيت موروثة عندهم من الواحد إلى الواحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم اشتراها في القرن السابع أحد بني حِنَّا1 الوزراء الأماثل ونقلها إلى مصر وبنى لها رباطاً على النيل عرف برباط الآثار، وهو المعروف الآن بجامع أثر النبي، وفي هذا الرباط يقول المقريزي في خططه ما نصه:

رباط الآثار: هذا الرباط خارج مصر بالقرب من بركة الحبش مطل على النيل ومجاور للبستان المعروف بالمعشوق، قال ابن المتوج: هذا الرباط عمره الصاحب تاج الدين محمد ابن الصاحب فخر الدين محمد ولد الصاحب بهاء الدين علي ابن حِنا بجوار بستان المعشوق، ومات رحمه الله


  1. بنو حنا من الأسر العريقة في الإسلام، واسم جدهم حِنَّا بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة على ما ضبطه المقريزي في خططه، وكأنه منقول من اسم الحناء التي يختضب بها ثم قصرته العامة على عادتها في قصر كل ممدود، وقد يظن من لم يعرف ضبطه أنه بفتح الحاء وأنهم من الأقباط الذين أسلموا وتولوا الوزارة أو المباشرة في مصر كبني مكانس وبني الجيعان وغيرهم.