صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٣ -

الحلبي في حاشيته على هذه السيرة1: «قوله وكان له سرير ينام عليه، قال السهيلي في أول النصف الثاني من روضه2: وكان سريره صلى الله عليه وسلم خشبات مشدودة بالليف بيعت في زمن بني أمية فاشتراها رجل بأربعة آلاف درهم. قاله ابن قتيبة، اهـ. فيحتمل أن السرير المذكور هنا غير ما ذكره المؤلف، وذلك لأن المؤلف قال فيه هنا: فكان الناس يحملون عليه موتاهم تبركاً. ويحتمل أنه هو، وهو الظاهر، والله أعلم». ا هـ. قلت: وهو منقطع الخبر بعد ذلك في التاريخ، ولم أقف فيه على غير ما ذكرت، فليحقق أمره.

وأما الخاتم: فإن الذي كان يلبسه صلى الله عليه وسلم ويختم به من بعده عند كتبه إلى الملوك ونقش عليه (محمد رسول الله) كان من بعده عند الصديق ثم عند الفاروق رضي الله عنهما، فلما كانت خلافة ذي النورين عثمان رضي الله عنه سقط من يده في بئر أريس بالمدينة والتمسوه فلم يجدوه فاغتم لذلك غماً شديداً وتطير منه واتخذ له خاتماً على مثاله نقش عليه «محمد رسول الله» فكان يختم أو يتختم به، ثم اتخذ الخلفاء من بعده خواتيم لكل


  1. اسمها عيون الأثر في فنون المنازي والسير للحافظ محمد بن محمد اليعمري الشهير بابن سيد الناس المتوفى سنة ٧٣٤. وهي من أجود ما كتب في السيرة النبوية، واختصرها مؤلفها في جزء صغير سماه نور العيون في مسيرة الأمين المأمون. وعلى الأصل حاشية اسمها النبراس على سيرة ابن سيد الناس للحافظ برهان الدين إبراهيم الحلبي الشهير بالبرهان الحلبي وبسبط ابن العجمي المتوفى سنة ٨٤١.
  2. هو الروض الأنف للامام العلامة عبد الرحمن السهيلي المتوفى سنة ٥٨١ وهو شرح على السيرة النبوية لابن هشام، وقد طبع بمصر سنة ١٣٣٢ في جزءين.