(الثالث) ذكروا لمثال النعل الشريفة خواصّ عديدة ذكر بعضها في التقاط الدرر تبعاً للمقّري في فتح المتعال، ونصه: ولصورة هذه النعل الكريمة خواصّ وبركات، فمنها أن مَن وضعها عَلَى محل وجع يعني بنية صادقة شفاه الله من حينه، وإن أمسكها متبركاً بها كانت له أماناً من بغي البغاة، وحرزاً من الشيطان، ومن عين كل حاسد، وإن أمسكتها صاحبة الطلق بيمينها وقد اشتد عليها الطلق تيسر أمرها في الحين، ومن لازم حملها كان له القبول التامَ ولابد أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم أو يراه مناماً، ومن سافر به في برّ أو بحر فعرضت له آفة خوف أو هلاك نجاه الله وآمنه. ذكر هذه الأشياء الحافظ المقري في فتح المتعال منقولة عن الأئمة بسندها وذكر قضايا وقعت من ذلك له ولغيره فانظره.
(الرابع) كثير من الناس اليوم يتطير من رؤية هذه النعل التي بيد هؤلاء الشرفاء ويزعمون أن من رآها مات بعد أيام يسيرة، ويذكرون لذلك قضايا اتفاقية، ولا صحة لهذا وإنما هو من تخيلات الأوهام التي لا معوّل عليها، وقد عاش أبو زيد الفاسي بعد رؤيتها قريباً من ثلاثين سنة، والشيخ التاودي أزيد من عشرة أعوام، نعم هذا أمر جعله الله في نفوس العامة ليصون به هذه النعل الكريمة من الابتذال والوقوع في يد من لا يُرضى حالُه، ولله تعالى فيما يريد حكم وأسرار لا يعلمها إلا هو سبحانه، والله أعلم». انتهى بنصه، ولم نغير فيه إلا بعض أفعال ونعوت وردت مذكرة في بعض العبارات لعدهم النعل من المذكرات وهي مؤنثة، فجعلناها بالتأنيث.