انتقل إلى المحتوى

صفحة:ألف ليلة وليلة (الجزء الأول).pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

وسبعون خاتمًا، فقالت لهما: أتدرون ما هذه؟ فقالا لها: لا ندري. فقالت لهما: أصحاب هذه الخواتم كلهم كانوا يفعلون بي على غفلة قرن هذا العفريت، فأعطِيَاني خاتمَيْكما أنتما الاثنان الآخَران. فأعطياها من يدَيْهما خاتمين، فقالت لهما: إن هذا العفريت قد اختطفني ليلة عرسي، ثم إنه وضعني في علبة، وجعل العلبة داخل الصندوق، ورمى على الصندوق سبعة أقفال، وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالأمواج، ولم يعلم أن المرأة مِنَّا إذا أرادت أمرًا لم يغلبها شيء، كما قال بعضهم:

لَا تَأْمَنَنَّ إِلَى النِّسَا
ءِ وَلَا تَثِقْ بِعُهُودِهِن
فَرِضَاؤُهُنَّ وَسُخْطُهُنَّ
مُعَلَّقٌ بِفُرُوجِهِن
يُبْدِينَ وُدًّا كَاذِبًا
وَالغَدْرُ حَشْوُ ثِيَابِهِن
بِحَدِيثِ يُوسُفَ فَاعْتَبِرِ
مُتَحَذِّرًا مِنْ كَيْدِهِن
أَوَمَا تَرَى إِبْلِيسَ أَخْـ
ـرَجَ آدَمًا مِنْ أَجْلِهِن

وقال بعضهم:

كُفَّ لَوْمًا غَدًا يُقَوِّي الْمَلُومَا
وَيَزِيدُ الْغَرَامُ عِشْقًا عَظِيمَا
إِنْ أَكُنْ عَاشِقًا فَمَا آتِي إِلَّا
مَا أَتَتْهُ الرِّجَالُ قَبْلِي قَدِيمًا
إِنَّمَا يُكْثِرُ التَّعَجُّبَ مِمَّنْ
كَانَ مِنْ فِتْنَةِ النِّسَاءِ سَلِيمًا

‏فلما سمعَا منها هذا الكلام تعجَّبَا غايةَ العجب، وقالا لبعضهما: إذا كان هذا عفريتًا وجرى له أعظم ممَّا جرى لنا، فهذا شيء يسلِّينا. ثم إنهما انصرفا من ساعتهما عنها، ورجعا إلى مدينة الملك شهريار، ودخلا قصره، ثم إنه رمى عنق زوجته، وكذلك أعناق الجواري والعبيد، وصار الملك شهريار كلما يأخذ بنتًا بكرًا يزيل بكارتها، ويقتلها من ليلتها، ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات، فضجَّت الناس، وهربت ببناتها، ولم يَبْقَ في تلك المدينة بنتٌ تتحمَّل الوَطْء، ثم إن الملك أمر الوزير أن يأتيه ببنت على جري عادته، فخرج الوزير وفتَّش فلم يجد بنتًا، فتوجَّه إلى منزله وهو غضبان مقهور، خائف على نفسه من الملك، وكان الوزير له بنتان، الكبيرة اسمها شهرزاد، والصغيرة اسمها دنيازاد، وكانت الكبيرة قد قرأت الكتب والتواريخ، وسِيَر الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضين؛ قيل إنها

١٥