صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الفرح وأجلسوه برغم أنف العريس الاحدب واصطفت جميع نساء الامراء والوزراء والحجاب صفين وكل مرأة معها شمعة كبيرة موقدة مضيئة وكلهن ملثمات وصرن صفوفا يمينا وشمالا من تحت المنصة الى صدر الليوان الذی عند المجلس الذی تخرج منه العروسة فلما نظر النساء حسن بدر الدين وما هو فيه من الحسن والجمال ووجهه يضیء كأنه هلال مالت جميع النساء اليه فقالت المغنيات للنساء الحاضرات اعلموا ان هذا المليح ما نقطنا الا بالذهب الاحمر فلا تقصرن فی خدمته واطعنه فيما يقول فازدحمن النساء عليه بالشمع ونظرن الى جماله فانبهرت عقولهن من حسنه وصارت كل واحدة منهن تود أن تكون فی حضنه سنة أو شهراً أو ساعة ورفعن ما كان على وجوههن من النقاب وتحيرت منهن الالباب وقلن هنيئا لمن كان هذا الشاب له أو عليه ثم دعون علی ذلك السائس الا حدب ومن کان سببا فی زواجه هذه الملیحة وکلما دعون لحسن بدرالدين دعون على ذلك الاحدب ثم ان المغنيات ضربنا بالدفوف واقبلت المواشط وبنت الوزير بينهن وقد طيبنها وعطرنها وألبسنها وحسن شعرها ونحرها بالحلى والحلل من لباس الملوك الاكاسرة ومن جملة ما عليها ثوب منقوش بالذهب الاحمر وفيه صور الوحوش والطيور وهو مسبول عليها من فوق حوائجها وفی عنقها عقد يساوی الالوف قد حوى كل فص من الجواهر ما حاز مثله تبع ولا قيصر وصارت العروسة كانها البدر اذا أقمر فی ليلة أربعة عشر ولما أقبلت كانت كانها حورية فسبحان من خلقها بهية وأحدق بها النساء فصرن كالنجوم وهی بينهن كالقمر اذا انجلى عنه الغيم وكان حسن بدر الدين البصري جالسا والناس ينظرون اليه فحضرت العروسة وأقبلت وتمايلت فقام اليها السائس الاحدب ليقبلها فأعرضت عنه وانقلبت حتى صارت قدام حسن ابن عمها فضحك الناس لما رأوها مالت الى نحو حسن بدرالدين وحط يده فی جيبه وكبش الذهب ورمى فی طار المغنيات ففرحوا وقالوا كنا نشتهی أن تكون هذه العروسة لك فتبسم هذا كله والسائس الاحدب وحده كانه قرد وكلما أوقدوا له الشمعة طفئت فبهت وصار قاعدا فی الظلام يمقت في نفسه وهؤلاء الناس محدقون به وتلك الشموع الموقدة بهجتها من اعجب العجائب يتحير من شعاعها أولوا الالباب وأما العروسة فانها رفعت كفيها الى السماء وقالت اللهم اجعل هذا بعلی وأرحنی من هذا السائس الاحدب وصارت المواشط تجلی العروسة الى آخر السبع وخلع على حسن بدر الدين البصری والسائس الاحدب وحده فلما فرغوا من ذلك أذنوا الناس بالانصراف فخرج جميع من كان فی الفرح من النساء والاولاد ولم يبقى الا حسن بدر الدين والسائس الاحدب ثم ان المواشط أدخلن العروسة ليكشفن ما عليها من الحلی والحلل ويهيئنها للعريس فعند ذلك تقدم السائس الاحدب لى حسن بدر الدين وقال له يا سيدی آنستنافی هذه الليلة وغمرتنا باحسانك فلم لا تقوم تروح بيتك بلا مطرود فقال بسم الله ثم قام وخرج من الباب فلقيه العفريت فقال له قف يا بدر الدين فاذا خرج الاحدب الى بيت الراحة فادخل أنت وأجلس فی المخدع فاذا أقبلت العروسة فقل لها أنا زوجك والملك ما عمل تلك الحيلة الا لانه يخاف عليك من العين وهذا الذی رأيته سائس من سياسنا ثم أقبل عليها واكشف وجهها ولا تخش باسا من