والبنات كثيرفلما سمع السلطان كلام الوزير غضب غضبا شديدا وقال له كيف يخطب مثلی من مثلك بنتا فتمنعها منه وتحتج بحجة باردة وحياة رأسی لا أزوجها الا لاقل منی برغم انفك وأدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة۲۲) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن الجنی لما حكی للجنية حكاية بنت وزير مصر وأن الملك قد أقسم أن يزوجها رغم أنف أبيها بأقل منه وكان عند الملك سائس أحدب بحدبة من قدام وحدبة من وراء فأمر السلطان باحضاره وكتب كتابه على بنت الوزير بالقهر وامر أن يدخل عليها فی هذه الليلة ويعمل له زفافا وقد تركه وهو بين مماليك السلطان وهم حوله فی أيديهم الشموع موقدة يضحكون علیه ويسخرون منه على باب الحمام وأما بنت الوزير فانها جالسة تبكی بين المنقشات والمواشط وهی أشبه الناس بهذا الشاب وقد حجروا على أبيها ومنعوه أن يحضرها وما رأيت يا أختی أقبح من هذا الاحدب وأما الصبیة فهی أحسن من هذا الشاب قالت له الجنية تكذب فان هذا الشاب أحسن أهل زمانه فرد عليها العفريت وقال والله يا أختی ان الصبية أحسن من هذا ولكن لا يصلح لها الا هو فانهما مثل بعضهما ولعلهما أخوان أو أولادا عم فيا خسارتها مع هذا الاحدب فقالت له يا أخی دعنا ندخل تحته ونحمله و نروح به الى الصبية التی تقول عليها وننظر أيهما أحسن فقال العفريت سمعا وطاعة هذا كلام صواب وليس هناك أحسن من هذا الرأی الذی اخترتيه فأنا أحمله ثم انه حمله وطار به الى الجو وصارت العفريتة فی كل ركابه تحاذيه الى أن نزل به فی مدينة مصر وحطه على مصطبة ونبهه فاستيقظ من النوم فلم يجد نفسه على قبرأبيه فی أرض البصرة والتفت يمينا وشمالا فلم يجد نفسه الا فی مدينة غير مدينة البصرة فأراد أن يصيح فغمزه العفريت وأوقد له شمعة وقال له أعلم انی قد جئت بك وأنا أريد أن أعمل معك شيئا لله فخذ هذه الشمعة وامش بها الى ذلك الحمام واختلط بالناس ولا تزال ما شيا معهم حتى تصل الى قاعة العروسة فاسبق وادخل القاعة ولا تخشى احدا واذا دخلت فقف على يمين العريس الاحدب وكل ما جاءك المواشط والمغنيات والمنقشات فحط يدك في جيبك تجده ممتلئا ذهبا فاكبش وارم لهم ولا تتوهم انك تدخل يدك ولم تجده ممتلئا بالذهب فاعط كل من جاءك بالحفنة ولا تخشى من شیء وتوكل على الذی خلقك فما هذا بحولك وقوتك بل بحول الله وقوته فلما سمع حسن بدر الدين من العفريت هذا الكلام قال يا هل ترى أی شیء هذه القضية وما وجه الاحسان ثم مشى وأوقد الشمعة وتوجه الى الحمام فوجد الاحدب راكب الفرس فدخل حسن بدر الدين بين الناس وهو على تلك الحالة مع الصورة الحسنة وكان عليه الطربوش والعمامة والفرجية المنسوجة بالذهب وما زال ماشيا في الزينة وكلما وقفت المغنيات الناس ينقطوهن يضع يده فی جيبه فيلقاه ممتلئا بالذهب فيكبش ويرمی فی الطار للمغنيات والمواشط فيملا الطار دنانير فاندهشت عقول المغنيات وتعجب الناس من حسنه وجماله ولم يزل على هذا الحال حتى وصلوا الى بيت الوزير فردت الحجاب الناس ومنعوهم فقالت المغنيات والمواشط والله لا ندخل الا ان دخل هذا الشاب معنا لانه غمرنا باحسانه ولا نجلی العروسة الا وهو حاضر فعند ذلك دخلوا به الى قاعة