بت البارحه وقلبى عندك وخفت عليك من وحش أوغيره فالحمد لله على سلامتك فشكرته على شفقته على ودخلت خلوتى وجعلت أتفكر فيما جرى لى والوم نفسى على رفسى هذه القبة وإذا بصديقى الخياط دخل على وقال لى فى الدكان شخص أعجمى يطلبك ومعه فاسك ونعلك قد جاء بهما الى الخياطين وقال لهم انى خرجت وقت آذان المؤذن لاجل صلاة الفجر فعثرت بهما ولم أعلم لمن هما فدلوني على صاحبها فدلنه الخياطون عليك وهاهو قاعد في دكانى فاخرج اليه واشكره وخذ فاسك ونعلك فلما سمعت هذا الكلام صفر لوني وتغير حالى فبينما أناكذلك واذا بارض محلى قد انشقت وطلع منها الاعجمى واذا هو العفريت وقدكان عاقب الصبية غاية العقاب فلم تقر له بشىء فأخذ الفاس والنعل وقال لها ان كنت جرجريس من ذرية ابليس فانا أجىء بصاحب هذا الفاس والنعل ثم جاء بهذه الحيلة الى الخياطين ودخل على ولم يمهلنى بل اختطفنى وطار وعلا بى ونزل بى وغاص فى الارض وأنا لا أعلم بنفسى ثم طلع بى القصر الذى كنت فيه فرأيت الصبية عريانة والدم يسيل من جوانبها فقطرت عيناى بالدموع فأخذها العفريت وقال لها ياعاهرة هذا عشيقك فنظرت الى وقالت له لا أعرفه ولا رأيته الا فى هذه الساعة فقال لها العفريت هذه العقوبة ولم تقرى فقالن ما رأيته عمرى ومايحل من الله أن اكذب عليه فقال لها العفريت ان كنت لا تعرفينه فخدي هذا السيف واضربى عنقه فاخذت السيف وجاءتنى ووقفت على رأسى فأشرت لها بحاجبى ودمعى يجري على وجنتى فنهضت وغمزتنى وقالت أنت الذى فعلت بنا هذا كله فاشرت لها ان هذا وقت العفو ولسان حالى يقول يترجم طرفى عن لسانى لتعلموا ويبدوا لكم ماكان صجرى يكتم ولما التقينا والدموع سواجم خرست وطرفى بالهوى يتكلم تشير لنا عما تقول بطرفها وارمى اليها بالبنان فتفهم حواجبنا تقضى الحوائج بيننا فنحن سكوت والهوى يتكلم فلما فهمت الصبية اشارتى رمت السيف من يدها يا سيدتى فناولنى العفريت السيف وقال لى اضرب عنقها وانا اطلقك ولا أنكد عليك فقلت نعم وأخذت السيف وتقدمت بنشاط ورفعت يدى فقالت لى بحاجبها أنا ما قصرت فى حقك فهملت عيناى بالدموع ورميت السيف من يدى وقلت أيها العفريت الشديد والبطل الصنديد اذا كانت امرأة ناقصة عقل ودين لم تستحل ضرب عنقى فكيف يحل لى ان اضرب عنقها ولم أرها عمرى فلا أفعل ذلك أبدا ولو سقيت من الموت كاس الردى فقال العفريت أنتما بينكما مودة أخذ السيف وضرب يد الصبية فقطعها ثم ضرب الثانية فقطعها ثم قطع رجلها اليمنى ثم قطع رجلها اليسرى حتى قطع أرباعها باربع ضربات وأنا أنظر بعينى فايقنت بالموت ثم أشارت الى بعينيها فرآها العفريت فقال لها قد زنيت بعينك فضربها فقطع رأسها والتفت الى وقال يا أنسى نحن في شرعنا اذا زنت الزوجة يحل لنا قتلها وهذه الصبية اختطفتها ليلة عرسها وهى بنت اثنتى عشرة سنة ولم تعرف أحدا غيرى وكنت أجيئها فى كل عشرة أيام ليلة واحدة في زى رجل أعجمى فلما تحققت انها خانتنى قتلتها وأما أنت فلم أتحقق انك خنتنى فيها ولكن لا بد انى ما أخليك
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/50
المظهر