فى عافية فتمن على أى ضرر ففرحت يا سيدتى غاية الفرح وطمعت فى العفريت وقلت له وما أتمناه عليك وقال أتمن على أى صورة أسحرك فيها أما صورة كلب وأما صورة حمار وأما صورة قرد فقلت له وقد طمعت أنه يعفو عنى والله ان عفوت عنى يعفو الله عنك بعفوك عن رجل مسلم لم يؤذيك وتضرعت اليه غاية التضرع وبقيت بين يديه وقلت له أنا مظلوم فقال لى لاتطل على الكلام أما القتل فلا تخف منه واما العفو عنك فلا تطمع فيه وأما سحرك فلابد منه ثم شق الارض وطار بي الى الجو حتى نظرت الى الدنيا تحتى كانها قصعة ماء ثم حطنى على جبل وأخذ قليلا من التراب وهمهم عليه وتكلم ورشنى وقال اخرج من هذه الصورة الى صورة قرد فمن ذلك الوقت صرت قردا ابن مائة سنة فلما رأيت نفسي فى هذه الصو رة القبيحة بكيت على روحى وصبرت على جور الزمان وعلمت ان الزمان ليس لاحد وانحدرت من أعلى الجبل الى أسفله وسافرت مدة شهر ثم ذهبت الى شاطىء البحر المالح فوقفت ساعة واذا انا بمركب في وسط البحر قد طاب ريحها وهى قاصدة البر فاختفيت خلف صخرة على جانب البحر وسرت الى أن أتيت وسط المركب فقال واحد منهم اخرجوا هذا المشؤم من المركب وقال واحد منهم نقتله وقال آخر أقتله بهذا السيف فامسكت طرف السيف وبكيت وسالت دموعى فحن على الريس وقال لهم يا تجاران هذا القرد استجار بى وقد أجرته وهو فى جوارى فلا أحد يعرض له ولا يشوش عليه ثم ان الريس صار يحسن الى ومهما تكلم به أفهمه واقضى حوائجه كلها واخدمه فى المركب وقد طاب لها الريح مدة خمسين يوما فرسينا على مدينة عظيمة وفيها عالم كثير لا يحصى عددهم الا لله تعالى فساعة وصولنا أوقفنا مركبنا فجاءتنا مماليك من طرف ملك المدينة فنزلوا المركب وهنوا التجار بالسلامة وقالوا ان ملكنا يهنيكم بالسلامة وقد أرسل اليكم هذا الدرج الورق وقال كل واحد يكتب فيه سطرا فقمت وأنا فى صورة القرد وخطفت الدر ج من أيديهم فخافوا انى أقطعه وأرميه فى الماء فنهرونى وأرادوا قتلى فأشرت لهم انى أكتب فقال لهم الريس دعوه يكتب وان لخبط الكتابة طردناه وان وان أحسنها اتخدته ولدا فاني ما رأيت قردا أفهم منه ثم أخذ القلم واستمديت الحبر وكتبث سطرا بقلم الرقاع ورقمت هذا الشعر
(وكتبت بقلم الثلث هذين البيتين)
(وكتبت تحته بقلم المشق هذين ابيتين)
ثم ناولتهم ذلك الدرج الورق فطلعوا به الى الملك فلما تأمل الملك ما في ذلك الدرج لم يعجبه