ذلك ثم قال لها يا أختی ان هذا الوقاد فعل معی من الاحسان فعلا لا يفعله أحد في أحد من احبابه ولا الوالد مع ولده حتى كان يجوع ويطعمنی ويمشی ويركبنی وكانت حياتی على يديه فقالت نزهة الزمان ان شاء الله تعالى نكافئه بما نقدر عليه ثم ان نزهة الزمان صاحت على الخادم فحضر وقبل يد ضوء المكان فقالت له نزهة الزمان خذ بشارتك يا وجه الخير لانه جمع شملی باخي على يديك فالكيس الذي معك وما فيه لك فاذهب وائتنی بسيدك عاجلا ففرح الخادم وتوجه الى الحاجب ودخل عليه ودعاه الى سيدته فاتى به ودخل على زوجته نزهة الزمان فوجد عندها أخاها فسأل عنه فحكت له ما وقع لهما من أوله الى آخره ثم قالت اعلم أيها الحاجب انك ما أخذت جارية وانما أخذت بنت الملك عمر النعمان فانا نزهة الزمان وهذا أخي ضوء المكان فلما سمع الحاجب القصة منها تحقق ما قالته وبان له الحق الصريح وتيقن انه صار صهر الملك عمر النعمان فقال فی نفسه:مصيری ان آخذ نيابة على قطر من الاقطار ثم أقبل على ضوء المكان وهنأه بسلامته وجمع شمله باخته تم امر خدمه فی الحال ان يهيئوا لضوء المكان خيمة ركوبه من أحسن الخيول فقالت له زوجته انا قد قربنا من بلادنا فانا أختلی باخی ونستريح مع بعضنا ونشبع من بعضنا قبل ان نصل الى بلادنا فان لنا زمنا طويلا ونحن متفرقون فقال الحاجب الامر كما تريدان ثم ارسل اليهما الشموع وأنواع الحلاوة وخرج من عندهما وأرسل الى ضوء المكان ثلاث بدلات من أفخر الثياب وتمشى الى ان جاء الى المحفة وعرف مقدار نفسه فقالت له نزهة الزمان ارسل الى الخادم وامره ان يأتی بالوقاد ويهيئ له حصانا ويركبه ويرتب له سفرة طعام فی الغداة والعشی ويأمره ان لا يفارقنا فعند ذلك أرسل الحاجب الى الخادم وامره ان يفعل ذلك فقال سمعا وطاعة ثم ان الخادم اخذ غلمانه وذهب يفتش على الوقاد الى ان وجده فی آخر الركب وهو يشد حماره ويريد ان يهرب ودموعه تجری علي خده من الخوف على نفسه ومن حزنه علي فراق ضوء المكان وصار يقول نصحته فی سبيل الله فلم يسمع منی يا ترى كيف حاله فلم يتم كلامه الا والخادم واقف علی رأسه ودارت حوله الغلمان فالتفت الوقاد فرأی الخادم واقفا فوق رأسه ورأى الغلمان حوله فاصفر لونه وخاف.وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح(وفی ليلة95)قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الوقاد لما أراد أن يشد حماره ويهرب وصار يكلم نفسه ويقول يا ترى كيف حاله فما تم كلامه الا والخادم واقف علی رأسه والغلمان حوله فالتفت الوقاد فرأي الخادم واقفا على رأسه فارتعدت فرائصه وخاف وقال وقد رفع صوته بالكلام انه ما عرف مقدار ما عملته معه من المعروف فاظن انه غمز الخادم وهؤلاء الغلمان علی وانه اشركنی معه فی الذنب واذا بالخادم صاح عليه وقال له من الذی كان ينشد الاشعار يا كذاب كيف تقول لی انا ما أنشد الاشعار ولا أعرف من أنشدها وهو رفيقك فانا لا أفارقك من هنا الى بغداد والذي يجري على رفيقك يجری عليك فلما سمع الوقاد كلامه قال في نفسه ما خفت منه وقعت فيه ثم أنشد هذا البيت
ثم ان الخادم صاح علي الغلمان وقال لهم انزلوه عن الحمار فانزلوا الوقاد عن حماره واتوا له بحصان