صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/217

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ورحمة الله وبركاته فقال الخادم يا سيدی وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 93) قالت بلغنی ايها الملك السعيد أن الخادم قال لضوء المكان يا سيدی اني اتيت اليك فی هذه الليلة ثلاث مرات لان سيدتی تطلبك عندها قال ومن أين هذه الكلبة حتى تطلبني مقتها الله ومقت زوجها معها نزل فی الخادم شتما فما قدر الخادم أن يرد عليه جوابا لان سيدته أوصته أنه لا ياتی به الا بمراده هو فان لم يات معه يعطيه الالف دينار فجعل الخادم يلين له الكلام ويقول له يا ولد أنا ما أخطأت معك ولا جرنا عليك فالقصد أن تصل بخطواتك الكريمة الى سيدتنا وترجع في خير وسلامة ولك عندنا بشارة فلما سمع ذلك الكلام قام ومشى بين الناس والوقاد ماشی خلفه وناظر اليه ويقول في نفسه يا خسارة شبابه فی غد يشنقونه وما زال الوقاد ماشيا حتى قرب من مكانهم وقال ما أخسه ان كان يقول علی هو الذي قال لی انشد الاشعارهذا ما كان من أمر الوقاد(وأما)ما كان من أمر ضوء المكان فانه ما زال ماشيا مع الخادم حتى وصل الي المكان ودخل الخادم على نزهة الزمان وقال لها قد جئت بما تطلبينه وهو شاب حسن الصورة وعليه أثر النعمة فلما سمعت ذلك خفق قلبها وقالت له اؤمره ان ينشد شيئا من الشعر حتى أسمعه ومن قرب وبعد ذلك فاسأله عن اسمه ومن أی البلاد هو فخرج الخادم اليه وقال له انشد شيئا من الشعر حتى تسمعه سيدتی فانها حاضرة بالقرب منك واخبرنی عن اسمك وبلدك وحالك فقال حبا وكرامة ولكن حيث سألتنی عن اسمي فانه محي ورسمي فنی وجسمي بلی ولی حكاية تکتب بالابر على آماق البصر وها أنا فی منزلة السكران الذی اكثر الشراب وحلت به الاوصاب فتاه عن نفسه واحتار فی أمره وغرق فی بحر الافكارفلما سمعت نزهة الزمان هذا الكلام بكت وزادت فی البكاء والانين وقالت للخادم قل له هل فارقت أحدا ممن تحب مثل أمك وأبيك فسأله الخادم كما أمرته نزهة الزمان فقال ضوء المكان نعم فارقت الجميع وأعزهم عندی أختي التی فرق الدهر بيني وبينها فلما سمعت نزهة الزمان منه هذا الكلام قالت الله يجمع شمله بمن يحب وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 94) قالت بلغني أيها الملك السعيد ان نزهة الزمان لما سمعت كلامه قالت الله يجمع شمله بمن يحب ثم قالت للخادم قل له اسمعنا شيئا من الاشعار المتضمنة لشكوى الفراق فقال له الخادم کما أمرته سیدته فصعد الزفرات وانشد هذه الابیات

ليت شعری لو دروا أی قلب ملكوا وفؤادی لو درى
أی شعب سلكوا اتراهم سلموا أم تراهم هلكوا
حار أرباب الهوى فی الهوى وارتبكوا

وأنشد أيضا هذه الابيات

أضحي التنائي بديلا من تدانينا
وتاب عن طيب دنيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقا اليكم ولا جفت مآقينا
غیظ العدی من تساقینا الهوی فدعوا
بان نغض فقال الدهر آمینا