صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/216

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نزهة الزمان ما أنشده من الاشعار المتضمنة لذكر اسمها واسم اخيها ومعاهدهما بكت وصاحت على الخادم وقالت ويلك ان الذی انشد أولا انشد ثانيا وسمعته قريبا مني والله ان لم تاتیني به لانبهن عليك الحاجب فيضربك ويطردك ولكن خذ هذه الالف دينار واعطیه ایاها وائتني به برفق فان أبى فادفع له هذا الكيس الذی فيه الف دينار فان أبى فاتركه واعرف مكانه وصنعته ومن أی البلاد هو وارجع بسرعة ولا تغب وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 92) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن نزهة الزمان أرسلت الخادم يفتش عليه وقالت له اذا وجدته فلاطفه وائتنی به برفق ولاتغب فخرج الخادم يتأمل فی الناس ويدوس بينهم وهم نائمون فلم يجد أحد مستيقظا فجاء الى الوقاد فوجده قاعدا مكشوف الرأس فدنا منه وقبض على يده وقال له أنت الذی كنت تنشد الشعر فخاف على نفسه وقال لا والله يا مقدم القوم ما هو أنا فقال الخادم لا أتركك حتى تدلنی على من كان ينشد الشعر لانی لا أقدر علی الرجوع الي سيدتی من غیره فلما سمع الوقاد كلام الحادم خاف على ضوء المكان وبكى بكاء شديدا وقال للخادم والله ما هو أنا وانما سمعت انسانا عابر سبيل ينشد فلا تدخل فی خطيئتی فاني غريب وجئت من بلاد القدس فقال الخادم للوقاد قم أنت معی الى سيدتي واخبرها بفمك فانی ما رأيت أحدا مستيقظا غيرك فقال الوقاد أما جئت ورأيتنی فی الموضع الذي أنا قاعد فيه وعرفت مكانی وما أحد يقدرأن ینفك عن موضعه الا أمسکته الحرس فامض أنت الی مکانك فان بقیت تسمع أحدا في هذه الساعة ينشد شيأً من الشعر سواء كان بعيدا أو قريبا لا تعرفه الا منی ثم باس رأس الخادم وأخذ بخاطره فتركه الخادم ودار دورة وخاف أن يرجع الي سيدته بلا فائدة فاستتر فی مكان قریب من الوقاد فقام الوقاد الى ضوء المكان ونبهه وقال له قم اقعد حتى أحكی لك ما جري وحكى له ما وقع فقال له دعنی فانی لا أبالی باحد فان بلادی قريبة فقال الوقاد لضوء المكان لاي شیء أنت مطاوع نفسك وهواك ولا تخاف من أحد وأنا خائف على روحی وروحك بالله عليك انك لا تتكلم بشیء من الشعر حتى تدخل بلدك وأنا ما كنت أظنك على هذه الحالة أما علمت أن زوجة الحاجب تريد زجرك لانك أقلقتها وكأنها ضعيفة وتعبانة من السفر وكم مرة وهی ترسل الخادم يفتش عليك فلم يلتفت ضوء المكان الى كلام الوقاد بل صاح ثالثا وانشد هذه الابيات

تركت كل لائم ملامه أقلقنی يعذلنی وما دري
بابه حرضنی قال الوشاة قد سلا قلت لحب الوطن
قالوا فما أحسنه قلت فما أعشقني قالوا فما اعزه
قلت فما أذلنی هيهات أن أتركه لو ذقت كانس الشجن
وما أطعت لائما لی فی الهوى يعذلني

وكان الخادم يسمعه وهو مستخف فما فرغ من شعره الا والخادم على رأسه فلما رآه الوقاد فر ووقف بعيدا ينظر ما يقع بينهما فقال الخادم السلام عليكم يا سيدی فقال ضوء المكان عليكم السلام