انتقل إلى المحتوى

صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/209

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فأحببت أن أرد النهر الى ما كان عليه فقالت قد أردت كلامك ومذكراتك فقط فان كنت هذه مقالتك فلست بذاكرة لك شيئا ورجعت الى بنی امیة فقالت لهم ذوقوا عاقبة أمرکم بتز ویجکم الی عمر بن الخطاب وقيل لما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة جمع أولاده حوله فقال له مسلمة بن عبد الملك يا أميرالمؤمنين كيف تترك أولادك فقراء وأنت راعيهم فما يمنعك أحد فی حياتك من أن تعطيهم من بيت المال ما يغنيهم وهذا أولى من أن ترجعه الى الوالی بعدك فنظر الى مسلمة نظرمغضب متعجب ثم قال يا مسلمة منعتهم أيام حياتی فكيف أشقى بهم فی مماتی ان أولادي ما بين رجلين أما مطيع لله تعلى فالله يصلح شأنه وأما عاص فما كنت لاعينه على معصيته يا مسلمة انی حضرت واياك حين دفن بعض بنی مروان فحملتنی عينی فرأيته فی المنام أفضى الی أمر من أمور الله عز وجل فهالنی وراعنی فعاهدت الله أن لا اعمل عمله ان وليت وقد اجتهدت فی ذلك مدة حياتي وارجو أن أفضی الى عفو ربی قال مسلمة بقی رجل حضرت دفنه فلما فرغت من دفنه حملتنی عينی فرأيته فيما يرى النائم فی روضة فيها أنهار جارية وعليه ثياب بيض فاقبل علی وقال يا مسلمة لمثل هذا فليعمل العاملون ونحو هذا كثيروقال بعض الثقات كنت أحلب الغنم فی خلافة عمر بن عبد العزيز فمررت براع فرأيت مع غنمه ذئبا أو ذئابا فظننت انها كلابه ولم أكن رأيت الذئاب قبل ذلك فقلت ما تصنع بهذه الكلاب فقال انها ليست كلابا بل هی ذئاب فقلت هل ذئاب فی غنم لم تضرها فقال اذا صلح الرأس صلح الجسد وخطب عمر بن عبد العزيز على منبر من طين فحمد الله وأثنى عليه ثم تكلم بثلاث كلمات فقال أيها الناس أصلحوا اسراركم لتصلح علانيتكم لاخوانكم وتكفوا أمر دنياكم واعلموا أن الرجل ليس بينه وبين آدم رجل حی فی الموتى مات عبد الملك ومن قبله ويموت عمر ومن بعده فقال له مسلمة يا أمير المؤمنين لو علمنا لك متكئا لتقعد عليه قليلا فقال أخاف أن يكون فی عنقی منه اثم يوم القيامة ثم شهق شهقة فخر مغشيا فقالت فاطمة يا مريم يا مزاحم يا فلان انظروا هذا الرجل فجاءت فاطمة تصب عليه الماء وتبكی حتى افاق من غشيته فرآها تبكی فقال ما يبكيك يا فاطمة قالت يا أميرالمؤمنين رأيت مصرعك بين أيدينا فتذكرت مصرعك بين يدی الله عز وجل للموت وتخليك عن الدنيا وفراقك لنا فذاك الذی ابكانا فقال حسبك يا فاطمة فلقد ابلغت ثم أراد القيام فنهض فسقط فضمته فاطمة اليها وقالت بأبی أنت وأمی يا أميرالمؤمنين ما نستطيع أن نكلمك كلنا ثم أن نزهة الزمان قالت لاخيها شركان وللقضاة الاربعة تتمة الفصل الثاني من الباب الاول وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 85) قالت بلغنی ايها الملك السعيد أن نزهة الزمان قالت لاخيها شركان وهی لم تعرفه بحضور القضاة الاربعة والتاجر تتمة الفصل الثاني من الباب الاول اتفق انه كتب عمر بن عبد العزيز إلي أهل الموسم أما بعد فانی أشهد الله فی الشهر الحرام والبلد الحرام ويوم الحج الاكبر اني ابرأ فی ظلمكم وعدوان من اعتدي عليكم أن أكون أمرت بذلك أو تعمدته أو يكون أمر من أموره بلغنی أو أحاط به علمی وأرجو أن يكون لذلك موضع من الغفران إلا أنه لا اذن منی بظلم أحد فانی مسئول