فرغت من غسل رأسها فالبسيها ثيابها ثم ارسلی أعلمينی بذلك فقالت سمعا وطاعة ثم أحضر لها طعاما وفاكهة وشمعا وجعل ذلك على مصطبة الحمام فلما فرغت البلانة من تنظيفها ألبستها ثيابها ولما خرجت من الحمام وجلست على مصطبة الحمام وجدت المائدة حاضرة فأكلت هی والبلانة من الطعام والفاكهة وتركت الباقی لحارسة الحمام ثم باتت الي الصباح وبات التاجر منعزلا عنها فی مكان آخرفلما استيقظ من نومه أيقظ نزهة الزمان وأحضر لها قميصا رفيعاً وكوفية بالف دينار وبدلة تركية مزركشة بالذهب وخفا مزركشا بالذهب الاحمر مرصعا بالدرر والجوهر وجعل فی أذنيها حلقا من اللؤلؤ بالف دينارووضع فی رقبتها طوقا من الذهب وقلادة من العنبر تضرب تحت نهدیها وفوق سرتها وتلك القلادة فيها عشر أكر وتسعة أهلة كل هلال فی وسطه فص من الياقوت وكل أكرة فيها فص البلخش وثمن تلك القلادة ثلاثة آلاف دينار فصارت الكسوة التی كساها اياها بجملة بليغة من المال ثم أمرها التاجر أن تتزين باحسن الزينة ومشت ومشى التاجر قدامها فلما عاينها الناس بهتوا فی حسنها وقالوا تبارك الله أحسن الخالقين هنيئأ لمن كانت هذه عنده ومازال التاجر يمشی وهی تمشی خلفه حتى دخل على الملك شركان فلما دخل على الملك قبل الارض بين يديه وقال أيها الملك السعيد أتيت لك بهدية غريبة الاوصاف عديمة النظیر فی هذا الزمان قد جمعت بين الحسن والاحسان فقال له الملك قصدی أن أراها عيانا فخرج التاجر وأتى بها حتى أوقفها قدامه فلما رآها الملك شركان حن الدم الى الدم وكانت قد فارقته وهی صغيرة ولم ينظرها لانه بعد مضی مدة من ولادتها سمع أن له أختا تسمي نزهة الزمان وأخا يسمي ضوء المكان فاغتاظ من أبيه غيظا شديدا غيرة على المملكة كما تقدم ولما قدمها اليه التاجر قال له يا ملك الزمان انها مع كونها بديعة الحسن والجمال بحيث لا نظير لها فی عصرها تعرف جميع العلوم الدينية والدنيوية والسياسية والرياضية فقال له الملك خذ ثمنها مثل ما اشتريتها ودعها وتوجه الي حال سبيلك فقال له التاجر سمعا وطاعة ولكن أكتب لی مرقوما لانی لا أدفع عشرا أبدا على تجارتی فقال الملك انی أفعل لك ذلك ولكن اخبرنی كم وزنت ثمنها فقال وزنت ثمنها الف دينار وكسوتها بمائة الف دينار فلما سمع ذلك قال أنا أعطيك فی ثمنها اكثر من ذلك ثم دعا بخازنداره وقال له اعط هذا التاجر ثلثمائة الف دیناروعشرين الف دينار ثم ان شركان احضر القضاة الاربعة وقال لهم اشهدكم اني اعتقت جاريتی هذه واريد ان اتزوجها فكتب القضاة حجة باعتاقها ثم اكتبوا كتابی عليها ونثر المسك على رؤس الحاضرين ذهبا كثيرا وصار الغلمان والخدم يلتقطون ما نثره عليهم الملك من الذهب ثم ان الملك أمر بكتابة منشور الى التاجر على طبق مراده من انه لا يدفع على تجارته عشرا ولا يتعرض له احد بسوء فی سائر مملكته وبعد ذلك امر له بخلعة سنية وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 77) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الملك صرف جميع من عنده غير القضاة والتاجر وقال للقضاة اريد ان تسمعوا من ألفاظ هذه الجارية ما يدل على علمها وادبها من كل