من كلامها لا ينبغی من النديم ان يكون هكذا ثم ان الجارية ملأت قدحا ونظرت لى الشيخ ابراهيم وقالت بحياتی ان تأخذة وتشربه ولا ترده فاقبله واجبر خاطری فمد الشيخ ابراهيم يده واخذ القدح وشربه وملأت له ثانيا ومدت اليه يدها به وقالت له يا سيدی بقی لك هذا فقال لها والله لا اقدر ان اشربه فقد كفانی الذي شربته فقالت له والله لا بد منه فأخذ القدح وشربه ثم اعطته الثالث فأخذه واراد ان يشربه واذا بنور الدين هم قاعدا وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 50) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان علی نور الدين هم قاعدا فقال له يا شيخ ابراهيم أی شیء هذا اما حلفت عليك من ساعة فأبيت وقلت ان لی ثلاثة عشرعاما ما فعلته فقال الشيخ ابراهيم وقد استحى ما لي ذنب فانما هی شددت علی فضحك نور الدين وقعدوا للمنادمة فالتفتت الجارية وقالت لسيدها سر يا سيدی اشرب ولا تحلف على الشيخ ابراهيم حتى افرجك عليه فجعلت الجارية تملأ وتسقی سيدها وسيدها يملأ ويسقيها ولم يزالا كذلك مرة بعد مرة فنظر لهما الشيخ ابراهيم وقال لهما أی شیء هذا وما هذه المنادمة ولا تسقيانی وقد صرت نديمكما فضحكا من كلامه الى ان اغمی عليهما ثم شربا وسقياه وما زالوا فی المنادمة الي ثلث الليل فعند ذلك قالت الجارية يا شيخ ابراهيم عن اذنك هل اقوم واوقد شمعة من هذا الشمع المصفوف فقال لها قومی ولا توقدی الا شمعة واحدة فنهضت على قدميها وابتدأت من أول الشمع الى ان أوقدة ثمانين شمعة ثم قعدت وبعد ذلك قال نور الدين يا شيخ ابراهيم وانا أی شیء حظی عندك اما تخلينی اوقد قنديلا من هذه القناديل فقال له الشيخ ابراهيم قم وأوقد قنديلا واحدا ولا تتناقل انت الآخر فقام وابتدأ من اولها الى ان أوقد ثمانين قنديلا فعند ذلك رقص المكان فقال لهما الشيخ ابراهيم وقد غلب عليه السكر انتما اخرع منی ثم انه نهض على قدميه وفتح الشبابيك جميعا وجلس معهما يتنادمون ويتناشدون الاشعار وابتهج بهم المكان فقدر الله السميع العليم الذي جعل لكل شیء سببا حيث أن الخليفة كان فی تلك الساعة جالسا فی الشبابيك المطلة على ناحية الدجلة فی ضوء القمر فنظر الي تلك الجهة فرأى ضوء القناديل والشموع فی البحر ساطعا فلاحت من الخليفة التفاتة الى القصر الذي فی البستان فرآه يلهج من تلك الشموع والقناديل فقال علی بجعفر البرمكی فما كان الا لحظة وقد حضر جعفربين يدی امير المؤمنين فقال له يا كلب الوزراء أتخدمنی ولم تعلمني بما يحصل فی مدينة بغداد فقال له جعفر وما سبب هذا الكلام فقال لولا أن مدينة بغداد اخذت مني ما كان قصر الفرجة مبتهجا بضوء القناديل والشموع وانفتحت شبابيكه ويلك من الذي يكون له قدرة على هذه الفعال الا اذا كانت الخلافة أخذت مني فقال جعفر وقد ارتعدت فرائصه ومن أخبرك بان قصر الفرجة أوقدت فيه القناديل والشموع وفتحت شبابيكه فقال له تقدم عندی وانظر فتقدم جعفر عند الخليفة ونظر ناحية البستان فوجد القصر كأنه شعله نار نورها غلب على نور القمر فأراد جعفر ان يعتذر عن الشيخ ابراهيم الخولی ربما هذا الامر باذنه لما رأي فيه من المصلحة