صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/118

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الاخر تقلع ثيابك وتجری ورائها وهی تجری قدامك كانها هاربة منك ولم تزل تابعها من مكان الى مكان حتى يقوم ایرك فتمكنك من نفسها ثم قالت له قم اقلع ثيابك فقام وهو غائب عن الوجود وقلع ثيابه جميعا وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة ۳۹) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان أخا المزين قلع ثيابه وصار عريانا فقالت الجارية لاخی قم الآن واجری ورائی وأجری أنا قدامك واذا أردت شيئا فاتبعنی فجرت قدامه وتبعها ثم جعلت تدخل من محل الى محل وتخرج من محل الى محل آخر وأخی وراءها وقد غلب الشنق وایره قائم کانه مجنون ولم تزل تجری قدامه وهو يجری وراءها حتى سمع منها صوتا رقيقا وهی تجری قدامه وهو يجری وراءها فبينما هو كذلك اذ رأى نفسه فی وسط زقاق وذلك الزقاق فی وسط الجلادين وهم ينادون على الجلود فرآه الناس على تلك الحالة وهو عريان قائم الا یرمحلوق الذقن والحواجب والشوارب محمر الوجه فصاحوا عليه وصاروا يضحكون ويقهقهون وصار بعضهم يصفعه بالجلود وهو عريان حتى غشی عليه وحملوه على حمار حتى أوصلوه الى الوالی فقال ما هذا قالوا هذا وقع لنا من بيت الوزير وهو على هذه الحالة فضربه الوالی مائة سوط وخرجت أنا خلفه وجئت به وادخلته المدينة سرا ثم رتبت له ما يقتات به فلولا مروءتی ما كنت أحتمل مثله وأما أخی الثالث فاسمه فقة ساقه القضاء والقدر الى دار كبيرة فدق الباب طمعا أن يكلمه صاحبها فيسأله شيئا فقال صاحب الدار من بالباب فلم يكلمه أحد فسمعه أخی يقول بصوت عال من هذا فلم يكلمه أخی وسمع مشيه حتى وصل الى الباب وفتحه فقال ماتريد قال له أخی شيئا لله تعالى فقال له هل أنت ضرير قال له أخی نعم فقال له ناولنی يدك فناوله يده فادخله الدار ولم يزل يصعد به من سلم الى سلم حتى وصل الى أعلى السطوح وأخی يظن انه يطعمه شيئا أو یعطیه شیئا فلما انتهى الى اعلى مكان قال لاخی ما تريد يا ضرير قال أريد شيئا لله تعالى فقال له يفتح الله عليك فقال له أخی يا هذا اما كنت تقول لی ذلك وانا فی الاسفل فقال له يا أسفل السفلة لم تسألنی شيئا لله حين سمعت كلامي أول مرة وانت تدق الباب فقال أخی هذه الساعة ما تريد أن تصنع بی فقال له ما عندی شیء حتى أعطيك اياه قال انزل بی الى السلالم فقال لی الطريق بين يديك فقام أخی واستقبل السلالم وما زال نازلا حتى بقی بينه وبين الباب عشرون درجة فزلقت رجله فوقع ولم يزل واقعا منحدرا من السلالم حتى انشجت رأسه فخرج وهو لا يدری أين يذهب فلحقه بعض رفقائه العميان فقال له أی شیء حصل لك فی هذا اليوم فحدثهم بما وقع له قال لهم يا اخوتی أريد أن آخذ شيئا من الدراهم التی بقيت معنا وانفق منه على نفسی وكان صاحب الدار مشي خلفه ليعرف حاله فسمع كلامه وأخی لا يدری بان الرجل يسعى خلفه الى ان دخل مكانه ودخل الرجل خلفه وهو لا يشعر به وقعد أخی ينتظر رفقاءه فلما دخلوا عليه قال لهم اغلقوا الباب وفتشوا البيت كيلا يكون أحد غريب تبعنا فلما سمع الرجل كلام أخي قام وتعلق بحبل كان فی السقف فطافوا البيت جميعه فلم يجدوا احدا ثم رجعوا وجلسوا