بقبق وقد وقع له أنه كان ماشيا يوما من الايام متوجها الى حاجة له واذا بعجوز قد استقبلته وقالت له أيها الرجل قف قليلا حتى أعرض عليك أمرا فان أعجبك فاقضه لی فوقف أخي فقالت له ادلك على شیء وأرشدك اليه بشرط أن لا يكون كلامك كثيرا فقال لها أخي هات كلامك قالت له ما قولك فی دار حسنة وماؤها يجری وفاكهة مدام ووجه مليح تشاهده وخد أسيل تقبله وقد رشيق تعانقه ولم تزل كذلك من العشاء الى الصباح فان فعلت ما أشترط عليك رأيت الخير فلما سمع أخی كلامها قال لها يا سيدتی وكيف قصدتينی بهذا الامر من دون الخلق أجمعين فای شیء أعجبك منی فقالت لأخی أما قلت لك لا تكن كثير الكلام واسكت وامض معي ثم ولت العجوز وسار أخی تابعا لها طمعا فيما وصفته له حتى دخلا دارا فسيحة وصعدت به من أدني الى اعلى فرأى قصرا ظريفا فنظر أخي فرأى فيه أربع بنات ما رأى الراؤون أحسن منهن وهن يغنين باصوات تطرب الحجر الاصم ثم ان بنتا منهن شربت قدحا فقال لها اخي بالصحة والعافية وقام ليخدمها فمنعته من الخدمة ثم سقته قدحا فشرب وصفعته على رقبته فلما رأى اخي ذلك خرج مغضبا ومكثرا الكلام فتبعته العجوز وجعلت تغمزه بعينها ارجع فرجع وجلس ولم ينطق فاعادت الصفعة على قفاه الى ان اغمي عليه ثم قام اخي لقضاء حاجته فلحقته العجوز وقالت له اصبر قليلا حتى تبلغ ما تريد فقال لها اخي الى كم اصبر قليلا فقالت له العجوز اذا سكرت بلغت مرادك فرجع اخي الى مكانه وجلس فقامت البنات كلهن وامرتهن العجوز أن يجردنه من ثيابه وان يرششن على وجهه ماء ورد ففعلن ذلك فقالت الصبية البارعة الجمال منهن اعزك الله قد دخلت منزلی فان صبرت على شرطی بلغت مرادك فقال لها أخی يا سيدتی انا عبدك وفی قبضة يدك فقالت له اعلم ان الله قد شغفنی بحب المطرب فمن اطاعنی نال ما يريد ثم امرت الجواری إن يغنين فغنين حتى طرب المجلس ثم قالت الجارية خذی سيدك واقضي حاجته وائتينی به فی الحال فاخذت الجارية اخی ولا يدري ما تصنع به فلحقته العجوز وقالت له اصبر ما بقی الا القليل فاقبل اخي على الصبية والعجوز تقول اصبر فقد بلغت ما تريد وانما بقی شیء واحد وهو ان تحلق ذقنك فقال لها أخي وكيف اعمل فی فضيحتی بين الناس فقالت له العجوز انها ما ارادت ان تفعل بك ذلك الا لاجل ان تصير امرد بلا ذقن ولا يبقى فی وجهك شيء يشكها فانها صار فی قلبها لك محبة عظيمة فاصبر فقد بلغت المنى فصبر اخي وطاوع الجارية وحلق ذقنه وجاءت به الى الصبية واذا هو محلوق الحاجبين والشاربين والذقن امحمر الوجه ففزعت منه ثم ضحکت حتی استلقت علی قفاها وقالت یا سیدي لقد ملکتنی بهذه الا خلاق الحسنه ثم جلفته بحیا تها ان یقوم ویرقص فقام ورقص فلم تدع فی البيت مخدة حتى ضربته بها وكذلك جميع الجواری صرن يضربنه بمثل نارنجة وليمونة واترجه الى ان سقط مغشيا عليه من الضرب ولم يزل الصفع على قفاه والرجم فی وجهه الى ان قالت له العجوز الآن بلغت مرادك واعلم انه ما بقی عليك من الضرب شیء وما بقی الا شیء واحد وذلك ان من عادتها إنها اذا سكرت لا تمكن احدا من نفسها حتى تقلع ثيابها وسراويلها وتبقى عريانة من جميع ما عليها من ثيابها وانت م- 8 ألف ليلة المجلد الاول
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/117
المظهر