صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أيام انها تحضر عندی فهيأت لها ما يليق بالمقام وبعد ثلاثة أيام حضرت فی قماش أعظم من الاول والثانی ثم قالت لي يا سيدی هل أنا مليحة فقلت أي والله فقالت هل تأذن لي ان أجیء معي بصبية أحسن مني وأصغر سنا منی حتى تلعب معنا ونضحك واياها فانها سألتني أن تخرج معي وتبيت معنا لنضحك واياها ثم اعطتنی عشرين دينارا وقالت لی زد لنا المقام لأجل الصبية التی تأتی معي ثم انها ودعتني وانصرفت فلما كان اليوم الرابع جهزت لها ما يليق بالمقام على العادة فلما كان بعد المغرب واذا بها قد أتت ومعها واحدة ملفوفة بازار فدخلتا وجلستا ففرحت وأوقدت الشموع واستقبلتهما بالفرح والسرور فقامتا ونزعتا ما عليهما من القماش وكشفت الصبية الجديدة عن وجهها فرأيتها كالبدر فی تمامه فلم أر أحسن منها فقمت وقدمت لهما الاكل والشرب فاكلنا وشربنا وصرت أقبل الصبية الجديدة وأملأ لها القدح واشرب معها فغارت الصبية الاولى فی الباطن ثم قالت بالله إن هذه الصبية مليحة أما هی أظرف مني قلت أی والله قالت خاطری ان تنام معها قلت على رأسی وعينی ثم قامت وفرشت لنا فقمت ونمت مع الصبية الجديدة الى وقت الصبح فلما أصبحت وجدت يدی ملوثة بدم ففتحت عينی فوجدت الشمس قد طلعت فنبهت الصبية فتدحرجت رأسها عن بطنها فظننت انها فعلت ذلك من غيرتها منها ففكرت ساعة ثم قمت قلعت ثيابی وحفرت فی القاعة ووضعت الصبية ورددت التراب وأعدت الرخام كما كان ورفعت المخدة فوجدت تحتها العقد الذی كان فی عنق تلك الصبية فاخذته وتأملته وبكيت ساعة ثم أقمت يومين وفی اليوم الثالث دخلت الحمام وغيرت أثوابی وانا ما معي شیء من الدراهم فجئت يوما الى السوق فوسوس لي الشيطان لاجل انفاذ القدر فاخذت العقد الجوهر وتوجهت به الي السوق وناولته للدلال فقام لي واجلسنی بجانبه وصبر حتى عمر السوق وأخذه الدلال ونادى عليه خفية وانا لا اعلم واذا بالعقد مثمن بلغ ثمنه الفی دينار فجاءني الدلال وقال لی ان هذا العقد نحاس مصنوع بصنعة الافرنج وقد وصل ثمنه الى الف درهم فقالت له نعم كنا صنعناه لواحدة نضحك علیها به وورثتهازوجتي فارنا بیعه فرح واقبض الالف و درهم و أدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة ۳۲) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن الشاب لما قال للدلال اقبض الالف درهم وسمع الدلال ذلك عرف ان قضيته مشكلة فتوجه بالعقد الي كبير السوق وأعطاه اياه فاخذه وتوجه به الي الوالی وقال له ان هذا العقد سرق من عندی ووجدنا الحرامي لابسا لباس أولاد التجار فلم أشعر الا والظلمة قد أحاطوا بی وأخذونی وذهبوا بي الى الوالی فسألنی الوالي عن ذلك العقد فقلت له ما قلته للدلال فضحك الوالی وقال ما هذا كلام الحق فلم أدر الا وحواشيه جردوني من ثيابي وضربونی بالمقارع على جميع بدنی فاحرقنی الضرب فقلت أنا سرقته وقلت فی نقسی ان الا حسن انی أقول أنا سرقته ولا أقول ان صاحبته مقتولة عندی فيقتلونی فيها فلما قلت انی سرقته قطعوا يدی وقلوها فی الزيت فغشی علی فسقونی الشراب حتى أفقت فاخذت يدی وجئت الى القاعة فقال صاحب القاعة حيثما جرى لك هذا فادخل القاعة وأنظر لك موضعا آخر لانك متهم بالحرام فقلت له يا سيدی اصبر