ورقة ومكثت أتردد عليه مدة عشرة أيام وفی اليوم الحادي عشر قال الشاب هل لك ان تتفرج فی الغرفة فقلت نعم فامر العبيد ان يطلعوا الفراش الى فوق وامرهم ان يشووا خروقا وان ياتوا الينا بفاكهة ففعل العبيد ما أمرهم به واتوا بالفاكهة فاكلنا وأكل هو بيده الشمال فقلت له حدثنی بحديثك فقال لی يا حكيم الزمان اسمع حكاية ما جري لی اعلم اننی من أولاد الموصل وكان لی والد قد توفی أبوه وخلف عشرة أولاد ذكور من جملتهم والذی وكان أكبرهم فكبروا كلهم وتزوجوا ورزق والدی بي واما اخوته التسعة فلم يرزقوا باولاد فكبرت أنا وصرت بين أعمامی وهم فرحون بي فرحا شديدا فلما كبرت وبلغت مبلغ الرجال وكنت ذات يوم مع والدی فی جامع الموصل وكان اليوم ويوم جمعة فصلينا الجمعة وخرج الناس جميعا واما والدی واعمامی فانهم قعدوا يتحدثون فی عجائب البلاد وغرائب المدن الى ان ذكروا مصر فقال بعض اعمامی ان المسافرين يقولون ما على وجه الارض أحسن من مصر ونيلها ثم انهم أخذوا يصفون مصر ونيلها فلما فرغوا من كلامهم وسمعت انا هذه الأوصاف التی فی مصر صارخاطری مشغولا بها ثم انصرفوا وتوجه كل واحد منهم الى منزله فبت تلك الليلة لم يأتنی نوم من شغفی بها ولم يطب لی اكل ولا شرب فلما كان بعد ايام قلائل تجهز أعمامی الى مصر فبكيت على والدی لاجل الذهاب معهم حتى جهز لي متجرا ومضيت معهم وقال لهم لا تدعوه يدخل مصر بل اتركوه فی دمشق لبيع متجره فيها ثم سافرنا وودعت والدي وخرجنا من الموصل وما زلنا مسافرين حتی وصلنا الى حلب فاقمنا بها اياما ثم سافرنا الى ان وصلنا دمشق فرأيناها مدينة ذات أشجار وأنهار وأثمار وأطيار كانها جنة فيها من كل فاكهة فنزلنا فی بعض الخانات واستمر بها اعمامی حتى باعوا واشتروا وباعوا بضاعتی فربح الدرهم خمسة دراهم ففرحت بالربح ثم تركنی أعمامی وتوجهوا الي مصر وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ۳۱) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الشاب لما تركوه أعمامه وتوجهوا الى مصر قال مكثت بعدهم وسكنت فی قاعة مليحة البنيان يعجر عن وصفها اللسان أجرتها كل شهر بدينارين وصرت أتلذذ بالمآكل والمشارب حتى صرفت المال الذی كان معی فبينما أنا قاعد على باب القاعة يوما من الايام واذا بصبية أقبلت علی وهی لابسة أفخر الملابس وما رأت عينی أفخر منها فعزمت عليها فما قصرت بل صارت داخل الباب فلما دخلت ظفرت بها وفرحت بدخولها فرددت الباب علی وعليها وكشفت عن وجهها وقلعت أزارها فوجدتها بديعة الجمال فتمكن حبها من قلبی فقمت وجئت بسفرة من أطيب المأكول والفاكهة وما يحتاج اليه المقام وأكلنا ولعبنا وبعد اللعب شربنا حتى سكرنا ثم نمت معها فی أطيب ليلة الى الصباح وبعد ذلك أعطيتها عشرة دنانير فحلفت انها لا تأخذ الدنانير منی ثم قالت يا حبيبی انتظرنی بعد ثلاثة أيام وقت المغرب أكون عندك وهیء لنا بهذه الدنانير مثل هذا وأعطتنی هی عشرة دنانير وودعتني وانصرفت فاخذت عقلی معها فلما مضت الايام الثلاثة أتت وعليها من المزركش أو الحلی والحلل أعظم مما كان عليها أولاً وكنت هيئت لها ما يليق بالمقام قبل ان تحضرثم أكلنا وشربنا ونمنا مثل العادة الى الصباح ثم أعطتنی عشرة دنانير وواعدتنی بعد ثلاثة