صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٣ -

بمصالحه، وقُيِّد وتُرك في موضع من منزله ولم يزل على ذلك، إلى أن تحقّق وفاة الحاكم، وبعد ذلك بيسير أظهر العقـل وعاد إلى ما كان عليه، وخرج من داره واستوطن قبة على باب الجامع الأزهر، مشتغلاً بالتصنيف والإفادة إلى أن مات بالقاهرة في حدود سنة ٣٤٠ - أو بعدها بقليل.

قلنا هذا ماذكره عنه القفطي1 وابن أبي أصيبعة2. ولا يبعد عندنا أن إحجابه عن العمل فيما كان يقصده في النيل لم يكن عن يأس أو خطأ في تقديره، وإنما أظهر ذلك واعتذر بما اعتذر به خوفاً من بطش الحاكم، فرأى من الحكمه أن لا يقدم على مثل هذا العمل الخطير وهو في قبضة خليفة مختبل العقل مريق للدماء بأضعف سبب.

أما مؤلفاته فكثيرة جداً، وقد نقل ابن أبي أصيبعة في ترجمته رسالة وقف عليها بخطه ضمنها أسماء ماصنفه، فليرجع إليها من شاء3.


  1. أخبار الحكماء ص ١١٤ –١١٦. وقد ذكر القفطي في ص ١١٥ منه: أن هذه بخط ابن الهيثم نفسه جزءاً في الهندسة كتبه سنة ٤٣٢، وعلى هذا تكون وفاته بعد سنة ٤٣٠ بلا شك.
  2. طبقات الأطباء ج ٢ ص ٩٠–٩٨، وفي مواضع أخرى.
  3. لم يذكر صاعد في طبقات الأمم ص ٦٨ من طبعة مصر عنه إلا سطرين، وعده ضمن المشهورين بإحكام بعض أجزاء الفلسفة، وقال إنه صاحب التآليف في المرائي أو — المرايا — (المحرقة) كما ذكر القفطي هذا ويسرنا أن نذكر هنا أن مصر بدأت تعرف قدر ابن الهيثم، فقررت جامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن) سنة ١٩٢٩ تخليد اسمه بإنشاء «محاضرات ابن الهيثم التذكارية» تلقى بكلية الهندسة فيها.
(٣)