– ۸۲ –
حاولنا أن نثبت لهذا الفريق انا كبعض تلك الشعوب التي هبت في وجه بريطانيا تطالبها بر دحقوقها المسلوبة_قدصدمنا بريطانيا ثلاث صدمات عنيفة : « حركة عام 1919 » و « مقاطعة لجنة ملمنر » و « قطع الوفد الرسمي المفاوضات » ايقظنا بها بريطانيا من غفلتها أو تغافلها وزعزعنا بها أساس طمأنينتها وهدوئها وارجفنا بها قلبهـا و بدلناها بالامن حذراً وبالاستهانة استعظاما وبالوقار خفة وبالاطمئنان وجلا وبذلك استطعنا أن نثبت لهذا الفريق ان انكلترة اليوم ليست انكلترة الامس . وانه باعتبارها أمة تفهم وتعقل وتعرف الخير من الشر والتمر من الجمر وتشارك سائر خلق الله حتى الاطفال والحيوانات في الغريزة المشترك فيها كل الخلائق والتي عليها مدار الحياة ونظام الكون والتي لولاها ما حملت قدم جسماولا احتوى جسم روحاً ـ أعنى غريزة النفور من الأذى والهروب منه الى الخبر ـ تقول انه باعتبار بريطانيا هكذا وبالنظر اليها في هـذه الصورة الطبيعية الحقيقية بالعين المجردة عن الاهواء المتتبعة مهابط الحق ومواقع آثاره أين كان وكيفما كان ـ لا يسعنا الا أن نراها قد غيرت من سياستها وبدلت من خطتها ـ وأنها قد وقفت اليوم لنا . وقفاً خلاف موقفها بالامس ( لا يمكن
