صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<-4+1 الفضاء الرحب أنفاس الله اعنى نسمات الحرية والاستقلال وانها كسائر البذور والاغراس ـ لا بد أن تركو وتكبر وتبلغ غاية نضجها وتسمو الى درجة الارتفاع المقدرة لها ازايا بسنة الطبيعة السارية وحكمها النافذ ويحكم ما انطوت عليه من عوامل الانبات والنمو والارتفاع وعلى حسب نصيبها من تلك العوامل - - اجل لا بد لها باعتبارها بذور أغرست في أرض الله أن تنمو وتسموا أو تذبل وتعفن لنستأصل أو تنشر من اجداثها وتعود الى حياة ثانية وسيرة جديدة ـ على حسب ما يكمن فيها من عناصر القوة ، أو الضعف ومن عوامل الرقي أو الانحطاط ـ هذا أو ذاك لابد أن تفعله تلك البذور والاغراس ( أو تلك الامم والشعوب ) بحكم النواميس الزمنية والقوانيز الكونية سواء أرادت بريطانيا او لم ترد . . وسواء سرها ذلك أو ساءها ـ هـذه ارادة الطبيعة التي تأبى الا تنفيذ ارادتها احبت بريطانيا أوكرهت ورضيت بريطانيا أورفضت ، كأنما بريطانيا ـ باساطيلها ومدافعها وورشها و معاملها وولاياتها ومستعمراتهاـ شیء تافه حقير في نظر الطبيعة أوكأنها ليست موجودة ولم توجد ولم تكن حاولنا في الصفحات السابقة أن تثبت الفريق التطير والتشاؤم الثقة في بريطانيا المملوء رعباً ووجلا من ألاعيبها المعدوم