صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/91

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۷۹ – بسلاح الاستقلال مطلقة من قيدالحماية لكى تسوي مع بريطانيا في تلك المفاوضات المقبلة قضية بلادها التسوية التامة ـ وكل هذه المغانم والارباح والمزايا نالتها مصر دون أن تدفع فيها ثمنا من تقيد أو تعهد أيا كان تقول أزاء هذا الحادث الجليل انقسمت الامة من حيث الرأي والمذهب الى فريقيز ـ فريق التيمن والتفاؤل وفريق التطير والتشاؤم وقد ذكرنا أن هذا الاخير قد بنى تشاؤمه على مايز عمه من سوء عقيدته في بريطانيا وجرأتها على خفر الذمم ونقض العهود واخلاف العهود ، وقد حاولنا في الصفحات السابقة أن نثبت لهذا الفريق أن انكلترة اليوم هي غير انكلترة الأمس وأن تعدد الثورات والاضطرابات، أثناء السنوات الأخيرة في ولاياتها ومستعمراتها قد اثبت لها بأنصع البراهين والأدلة . ان الامم والشعوب ليست أشباحا ولا تماثيل تتصرف فيها كيفا شاءت وشاء لها روح الاستبداد والمطامع الاستعمارية ولكنها نفوس وأرواح كاخواتها ساكنات البلدان الغربية والمالك الاوربية ـ مستمدة مثلها من روح الله وينبوع القوة الأزلية - وانها بذور الله قد غرسها في أرضه منطوية على جوهر الحياة وعناصر النمو والتفرع والسمو في جو الله الى حيث تنسم في